تحتضن وزارة الصحة المتعافين من إدمان المخدرات في «بيت منتصف الطريق»، لمنعهم من الانتكاس والعودة مجددا للمخدرات والمؤثرات العقلية، وذلك عبر 3 مراحل مختلفة تمتد على 9 أشهر، تتخللها برامج علاجية وتأهيلية تهدف في مجملها إلى إنقاذ الشبان من وحل الإدمان. ورعى وكيل إمارة منطقة جازان للشؤون التنمية خالد القصيبي، وبحضور مدير عام الشراكات المجتمعية بوزارة الصحة إبراهيم الحيدري، توقيع اتفاقية أول مبادرة لـ«بيت منتصف الطريق» بجازان تقدم بها المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بالحميراء، ومن تنفيذ صحة جازان بالشراكة مع أوقاف العرادي الخيرية ويشرف عليها أخصائيون نفسيون واجتماعيون ومرشدو تعاف ودين ورياضة وإداريون، فيما يستفيد منها 20 مستفيدا في عام 2019 ويصلون إلى 60 مستفيدا بحلول عام 2021.



الحماية من الانتكاسة

أوضح المدير التنفيذي لمشروع البيت عضو مكتب الدعوة بالحميراء حريصي أحمد لـ«الوطن»، أن مبادرة «بيت منتصف الطريق» تعتبر الأولى من نوعها بمنطقة جازان، وهي ضمن رؤية 2030 للمكتب التي يعمل بها، وأحد البرامج العلاجية والتأهيلية لعلاج الإدمان، تهدف إلى مساعدة المتعافين بما يتماشى مع الدين والقيم وعادات الوطن. واعتبر أحمد أن البيئة المحيطة من أهم العوامل المؤثرة في حماية متعافي الإدمان على المواد المخدرة والمؤثرات العقلية من الانتكاسة أو حدوثها، ويحتاج المدمن إلى تجنب الأصدقاء القدامى، وتكوين وسائل دعم مختلفة وجديدة تساعده في مشوار التعافي من الإدمان إلى البقاء لأشهر عدة في بيئة آمنة وخالية من المؤثرات السلبية، وتساعده على تعلم وممارسة مهارات ضرورية للاستمرار في التعافي مثل «بيت منتصف الطريق».



بيئة آمنة

أشار أحمد إلى أن «بيت منتصف الطريق» عبارة عن منشأة توفر للمدمن بيئة آمنة ومناسبة لإقامته خلال فترة التعافي، ليقيم فيها فترة محدودة ومرحلة انتقالية ما بين المستشفى والبيئة الخارجية لتهيئته لمواجهة الحياة والتعامل مع ضغوطاتها دون الحاجة للتعاطي. وأبان أن التعافي يعتبر عملية هشة، خصوصا في بدايته، وأبسط المثيرات قد تكون كافية لانتكاسة المتعافي وعودته للتعاطي، لذلك فإن «بيت منتصف الطريق» يسهم بشكل كبير في استمرار المتعافي على الامتناع عن التعاطي وحمايته بعد الله -عز وجل- من حدوث الانتكاسة، من خلال توفير بيئة تعزز المهارات والممارسات الإيجابية التي تسهم في زيادة دافعية المتعافي، للامتناع عن المواد المخدرة والمؤثرات العقلية.



شروط القبول

أكد أحمد أنه يوجد شروط لقبول أي مدمن في بيت منتصف الطريق، أبرزها أن يكون متعافيا من الإدمان على المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، واستكمال البرنامج العلاجي والتأهيلي في مستشفى الأمل بجازان، وأن يكون متعاونا مع الفريق العلاجي بحضور جميع الأنشطة والبرامج العلاجية، وملتزما بأداء الشعائر الدينية، ولديه الدافعية الذاتية للعلاج، ويستثنى من ذلك ما تراه الإدارة أو اللجنة أن تكون حالة المريض الصحية والنفسية مستقرة وغير خطرة، وليس لديه أي ميول انتحارية أو عدوانية.



مراحل العلاج

كشف أحمد أن «بيت منتصف الطريق» يضم 3 مراحل، الأولى (البداية والاحتضان)، والثانية (المتقدمة وتعديل الوضع)، والثالثة (الانطلاقة)، وكل مرحلة منها يقيم بها المتعافي ثلاثة أشهر، وبعدها ينتقل للمرحلة التي تليها حتى ينهي المتعافي البرنامج في 9 أشهر.

من جانبه، أوضح مدير عام الشؤون الصحية بجازان الدكتور عبدالله النجمي، في كلمة ألقاها خلال حفل، أن صحة جازان قامت بتكوين فريق عمل مؤهل ومتخصص للإشراف على تنفيذ مسار برنامج المشاركة المجتمعية الذي يهدف إلى زيادة دور القطاع غير الربحي في التنمية الصحية، وإشراك المجتمع في تجاوز التحديات الصحية، وبناء قطاع ثالث قوي ومسهم في التنمية الصحية، وصناعة بيئة تشريعية محفزة للمشاركة المجتمعية في المملكة.