قالها الرئيس عمر البشير، إنه سيكون حزينا إذا ما صوت الجنوبيون يوم الأحد المقبل التاسع من يناير الجاري على الانفصال، ولكنه استدرك بقوله إنه سيحتفل معهم في خيارهم هذا.
موقف الرئيس السوداني وزيارته الأخيرة إلى جوبا والاستقبال الذي لاقاه من المواطنين ومن شركائه ـ حتى الآن في حكومة الوحدة ـ ينم عن مستوى عال من العلاقات والتعامل الديموقراطي، نتمنى أن ينعكس إلى ما بعد التاسع من يناير، لا أن تعود لغة السلاح إلى سابق عهدها، وتذكرنا بـ20 سنة من القتال وبأكثر من مليوني شخص سقطوا نتيجة الصراع العبثي.
فإذا كان قطبا البلاد في شمالها وجنوبها متفقين على الانفصال، كما اتفقا على الوحدة بناء لاتفاقية نيفاشا في عام 2005، فإن المشكلة من الناحية النظرية تبدو منتهية، ولا سبب يدعو إلى الخوف من تفجر قتال ما فتئت تبشر به الدوائر الأميركية، وتحشد المبعوثين بحجة تلافيه.
لواشنطن مصلحة كبيرة بالانفصال، ولإسرائيل أيضا، طالما أن 80% من النفط السوداني يوجد في الجنوب، وهذا يكفي لحشد هذا الكم والنوع السياسي الغربي في جوبا وحولها.
ولكيلا تكون الخرطوم في حال من الارتياح، كان لا بد من خلق مشكلة شمالية ـ شمالية، فكان إقليم دارفور الذي سيبقيه الغرب الخاصرة الرخوة في الجسد السوداني، تنفذ عبرها كل المؤامرات التي ستحاك ضد هذا البلد، من أجل بقائه في دائرة الخطر.
ما سيشهده التاسع من يناير سيكون يوما حزينا في تاريخ السودان الذي سيشهد نزع جزء من جسده بخيار أبنائه.