في الوقت الذي طالب وسعى فيه مكتب الهيئة العامة للرياضة بمنطقة جازان، باستلام ملعب كرة القدم في محافظة الدرب، خلال وقت سابق، من خلال عدة خطابات وزيارات للمسؤولين في المحافظة، بحكم أن المكتب يعد جهة الاختصاص التي تشرف على الملعب، ومعها هذه المحاولات استبشر الرياضيون بهذا الشأن، خصوصا بعد أن وضعت لوحة إعلانية كُتب عليها مقر نادي محافظة الدرب المؤقت، وحداهم الأمل أن يتحقق الحلم الذي طال انتظاره منذ أكثر من 35 عاما، باعتماد النادي، ولكن سرعان ما تلاشى الحلم وسقط سريعا، واختفت كل الأمنيات، بعد إهمال الملعب الذي تم بناؤه بجهود ذاتية من أبناء المحافظة ورجال الأعمال، وأصبحت أرضيته غير مناسبة للعب تماما، لافتقاره إلى عمليات الصيانة اللازمة، وأيضا لعدم وجود الدعم المادي لتسيير المناشط الرياضية، التي يحتاج إليها الشباب.


لا يوجد دعم


بين رئيس رابطة أحياء الدرب إبراهيم عسيري لـ«الوطن»، أنه «منذ ما يقارب 8 أشهر، وبعد استلام مكتب الهيئة العامة للرياضة بجازان ملعب المحافظة بحكم الاختصاص، وقبل ذلك كانت تسيير أمور الملعب عن طريق المحافظة والبلدية، وجهود ذاتية من شباب الدرب والأمور على يرام، إلا أنه وقبل شهر تقريبا تم سحب موظفي الهيئة علي شبلي ومحمد كلفوت من الإشراف على ملعب المحافظة، وإرجاعهما للدوام بجازان مع عودة الأنشطة الرياضية هناك، وعندها تم التواصل معي من قبل رئيس رابطة جازان، وطلبوا مني استلام الملعب، لأنه لا يوجد لديهم أي حلول للأمر، وأكدوا لي تقديم كافة أشكال الدعم بصفتي رئيس الرابطة، إلا أننا لم نجد أي دعم منذ استلام الهيئة للملعب، سوى صيانة أرضية الملعب قبل انطلاق دورة رمضان، وكذلك تركيب شباك المرمى، غير هذا لم نحصل على أي دعم من قبل هيئة الرياضة بجازان، وتوقفت أعمال الصيانة في الملعب من بعد نهاية دورة رمضان، وهو يحتاج إلى صيانة كاملة».





متمسكون بقناعاتنا


ناشد شيخ قبائل الدرب هادي الشعبي، أحد مؤسسي الرياضة في الدرب والداعم لجميع المناشط الرياضية، المسؤولين في الهيئة العامة للرياضة، وعلى رأسهم رئيس الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ، باعتماد النادي الرياضي للمحافظة، مؤكدا أنهم بذلوا جهودا كبيرة في الحصول على هذا الحق الرياضي، وقال «ما زلنا حتى الآن نتمسك بقناعاتنا في أحقية أبناء وشباب الدرب بناد رياضي، لتميز المحافظة في مجال كرة القدم، وأسبقيتها في تصدير اللاعبين على مستوى محافظات جازان والشواهد حاضرة، ولقد حصلنا على وعود متكررة، إلا أنه وللأسف لم يدرج ضمن آخر أندية تم اعتمادها».

وطالب الشعبي بأن تتكاتف جهود الجميع، وبذل كل ما في وسعهم لتحقيق مطالب الرياضيين، التي تمتد منذ أكثر من 35 عاما في سبيل إيجاد ناد رياضي، وقال «لن نتنازل عن هذا المبدأ، وسنستمر في المطالبة لتحقيق هذا الحلم، ولا ننسى التقصير الواضح  من مكتب الهيئة تجاه الشباب من الرياضيين، من خلال إهمالهم الواضح والمباشر لملعب المحافظة، الذي تم بناؤه وزراعته وتهيئته بجهود ذاتية من قبل أبناء المحافظة ورجال الأعمال وتضافر الجهات الخدمية».

 


ملعب تاريخي


أوضح مدرب فريق نمر الدرب هادي مشقي، أن ملعب الدرب الوحيد المزروع في المحافظة بدعم من أمير منطقة جازان، شهد العديد من الصيانة وإعادة تأهيله في الأعوام الماضية، وأصبح شبيها بمكان للرعي وليس للعب، ومدرجاته أصبحت تشكل خطرا على الجماهير، والإنارة دون المستوى، والعديد من الرياضيين والفرق الكروية في الدرب أعربوا عن أسفهم للحال الذي وصل له الملعب التاريخي، لأنه يعدّ امتدادا لتاريخ الدرب الرياضي منذ أيام ملعب السهم، وحتى اليوم وهو يحتضن الدورات الرمضانية التي تعدّ من أقوى الدورات بالمنطقة، ولكن الآن لم يتم الاهتمام به بالشكل المطلوب من قبل هيئة الرياضة بجازان، وبالذات بعد أن طالبت باستلامه، وأشار إلى أن أرضية الملعب غير صالحة للعب في ظل وضعها الراهن، وطالب الجهات المختصة بتوفير بنية تحتية للملعب وللرياضة في محافظة الدرب، حتى تشهد ازدهارا، وتعود لماضيها ولمعانها البراق، وبالذات في ظل عدم اعتماد ناد للدرب حتى الآن.

 


تحمل المسؤولية


أكد يحيى أبو صافية، أحد الداعمين للرياضة والعمل المجتمعي، أن الدرب حرمت من وجود ملاعب، وهي من أكبر المحافظات في منطقه جازان، وأكثرها ممارسة لكرة القدم والرياضة من قبل شبابها، وعندما وجد ملعب للمحافظة، وكان بجهد من الأهالي وبعض الجهات الحكومية والخدمية، وتمت زراعته وبناء مدرجات ومنصة به قامت الهيئة العامة للرياضة، بالمطالبة بتسليم الملعب لها، وعندما تم تسليم الملعب وتحديدا في شعبان الماضي، وكلف موظفان من مكتب الهيئة بجازان، وكان الملعب بحالة ممتازة وزراعته جيدة جدا، ومدرجاته سليمة ومجهزة وإنارته وأدوات الرش والمنصة مكتملة، وأقيم عليه المونديال الرمضاني للعام الماضي، إلا أنه أهمل بعدما بات تحت إدارة مكتب الهيئة العامة للرياضة بجازان، ولم تتم صيانته، مما ألحق به ضررا كبيرا جدا، وطالب أبو صافية الهيئة العامة للرياضة بتحمل مسؤولياتها تجاه الملعب الوحيد في المحافظة، وإعادة تأهيله وصيانته وتجهيزه، فالدورات الرياضية والشبابية متوقفة على جهوزية الملعب أو تسليمه للمحافظة مثل ما كان سابقا، مطالبا بإيجاد ناد رياضي بالدرب أسوة بالمحافظات الأخرى.

 


عدم اختصاص


أكد رئيس بلدية محافظة الدرب المهندس محمد خرمي، أن جميع فرق المحافظة تلعب في ملعب البلدية في أي وقت تريد، مع العلم لم يصلنا أي شكوى إطلاقا، والباب مفتوح للجميع، وما وُجد الملعب إلا لهم. وبخصوص ملعب المحافظة، بين أنه ليس من اختصاص البلدية إطلاقا والبلدية تقوم بعمل الصيانة، حسب إمكاناتها ودائما تسهم بذلك.

 


تكاليف أعمال الصيانة السابقة للملعب

 


100 ألف ريال دعم من أمير منطقة جازان

60 ألف ريال إعادة تأهيل وزراعة وصيانة كاملة للملعب


17 ألف ريال لشراء آلة قص العشب


45 ألف ريال لتغيير أرضية الملعب


10 آلاف ريال صيانة داخلية للملعب