وصف مثقفون ومتخصصون في العلوم الإنسانية، الاستشراق بأنه عملية منظمة من الغربيين، اجتذبتها المنجزات الحضارية التي حققها العرب والمسلمون في العصور الإسلامية، بهدف دراسة العقل العربي والدين الإسلامي، ذاهبين إلى أنه بعد تلك الدراسات المتعمقة استطاع الغرب التفوق على المسلمين، موضحين أن للمستشرقين فضلا ودورا كبيرين في إظهار وإبراز علماء عرب، مستشهدين في ذلك بـ«ابن خلدون» أول عالم اجتماعي، مشيدين ببعض المستشرقين في تناول الاستشراق بمناهج نقدية جديدة على العالم العربي.


تحيز الغربيين


أبان مشاركون، ناقشوا كتاب «الاستشراق» لإدوارد سعيد، بحضور أكثر من 85 مثقفا ومثقفة في ملتقى «فكر» للقراءة التابع للمقهى الثقافي بفرع جمعية الثقافة والفنون في الأحساء، أن العرب والمسلمين هم أول من بدؤوا «الاستغراب»، عندما ترجموا العلوم اليونانية إلى العربية، وازدهرت المدن العربية والإسلامية، ذاكرين أن الغربيين كانوايبعثون أبناءهم إلى الأمصارالإسلامية لنهل العلوم العربية، موضحين أن العرب لا يمتلكون بحوثاً متخصصة في علوم الغرب في الوقت الحالي، مما أسهم في تفوق الاستشراق على الاستغراب في وقتنا الحالي، علاوة على تحيز الغربيين نحو بحوثهم ومنتجاتهم العلمية المختلفة.

لافتين إلى أن إدوارد سعيد كان من الشخصيات المؤثرة في النقد الحضاري والأدب، ونال شهرة واسعة خصوصا في كتابه الاستشراق المنشور سنة 1978، حيث قدم كتابه أفكاره المؤثرة عن دراسات الاستشراق الغربية المتخصصة في دراسة ثقافة الشرقيين. وقد ربط إدوارد سعيد دراسات الاستشراق بالمجتمعات الإمبريالية واعتبرها منتجا لتلك المجتمعات. مما جعل من الاستشراق أعمالا سياسية في لبها وخاضعة للسلطة لذلك شكك فيها. وأسس أطروحته من خلال معرفته الوثيقة بالأدب الاستعماري مثل روايات جوزيف كونراد، ومن خلال نظريات ما بعد البنيوية مثل أعمال ميشيل فوكو وجاك دريدا وغيرهما، كما أن سعيد جادل عبر نظريته في الاستشراق علماء في مجال التاريخ، واختلف العديد مع أطروحته ومن بينهم برنارد لويس.





تحديد الهوية


قال ناصر الموسى «المتحدث الرئيس»، إن الاستشراق، لا يستطيع التطور التلقائي، ولا الذاتي باعتباره مجموعة من العقائد ومنهجا للتحليل، بل إنه النقيض للتطور، ومن رحم هذه الأسطورة تتدفق أساطير أخرى، وكل منها يقول: إن السامي نقيض الغربي، وإن السامي ضحية وجوه ضعفه، وإن الشرق نفسه مفهوم مختلق، وإن الفكرة التي تقول بوجود مساحات جغرافية يسكنها بشر أصليون «يختلفون» اختلافا جذريا عن غيرهم، ويمكن تحديد هويتهم على أساس الدين أو الثقافة أو الجوهر العنصري المناسب لذلك المكان الجغرافي فكرة مختلف عليها إلى حد كبير، مضيفا: لقد كان الشرق شبه اختراع أوروبي، وكان منذ الزمن الغابر مكانا لقصص الحب والمغامرات، والكائنات الغريبة، والذكريات والمشاهد. وكان المشاركون، تناولوا في مناقشة الكتاب 4 محاور، اختلفت وتوافقت آراؤهم حولها.


كتاب الاستشراق

 ظهرعام 1978.

 كتبه المفكر الفلسطيني الأميركي إدوارد سعيد «1935 - 2003»

 يتناول دراسات فرنسية وإنجليزية وأميركية عن الشرق الأوسط.

 حظي الكتاب باهتمام عالمي، وتناولته الكثير من المؤسسات الأكاديمية في العالم بالنقاش.

 ترجم إلى العديد من اللغات.


 


01 تغلغل الثقافة الغربية في الشرق.



02 فرض قيوده على الفكر الشرقي



03 اكتساب الثقافة الغربية القوة في تضادها مع الشرق.

04 هيمنة الحضارة الغربية