أعلن مؤسس ورئيس مجلس إدارة نادي الطيران السعودي الأمير سلطان بن سلمان رسمياً البدء في أعمال إنشاء الأكاديمية السعودية للطيران بالثمامة، والتي وضع حجر أساسها أمير الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز في أبريل 2006.

جاء ذلك في مطار نادي الطيران السعودي بالثمامة ضمن فعاليات ملتقى الطيران السعودي الأول الذي اختتمت فعالياته أمس بحضور الأمير تركي الفيصل والعضو المنتدب لنادي الطيران الأمير بندر بن خالد الفيصل ومحمد بن محمد بن لادن.

ويأتي بناء الأكاديمية لتساهم في دفع عجلة تطوير وتنمية قطاع الطيران في المملكة، وذلك عبر توفير مركز تعليم بمقاييس امتياز عالمية في مجال التدريب على قيادة الطائرات، حيث سيسهم هذا الصرح التعليمي في تطوير قطاع الطيران المحلي عبر تخريج طيارين بمهارات عالية معتمدين من هيئة الطيران المدني ليعملوا كطيارين تجاريين وكذلك الهواة.

ويقف وراء هذه الخطوة العملاقة استثمار قدره 300 مليون ريال مع حلول السنة الخامسة من بدء العمليات، حيث يتوقع حينها أن تكون الأكاديمية قادرة على تدريب 200 ملاح جوي على أرفع المستويات الدولية. 

وستدير الأكاديمية، التي ستقام مبانيها على مساحة قدرها 55 ألف متر مربع، برنامجين متوازيين لتدريب المرشحين الراغبين في أن يقودوا الطائرات كمحترفين أو هواة. وستتضمن التسهيلات المتوفرة في مقر الأكاديمية كافة مكاتب التدريب، الإدارة، السكن والترفيه اللازمة، في حين يستفيد برنامج "الطيار المحترف" من منهج معتمد لتقديم برنامج تدريبي من الصفر إلى الحصول على شهادة ملاح طيران تجاري بتصنيف متعدد المحركات. 

وأوضح العضو المنتدب للأكاديمية الكابتن وليام رو أن الدراسات الحديثة خلصت إلى أن منطقة الشرق الأوسط ستكون بحاجة إلى 20 ألف طيار خلال الأعوام الـ10 المقبلة، أي بنسبة ألفي طيار في العام الواحد، مبينا أن الأكاديمية أنشئت بهدف سد حاجة هذا القطاع من الطيارين، إضافة إلى دعم هذا القطاع وتنميته في المملكة.

وأضاف أن الأكاديمية ستستخدم أحدث التقنيات للتدريب على مستوى العالم، كما ستعمل على الاستعانة بنخبة من الخبرات الدولية ذات الكفاءات العالية لضمان تأهيل طلاب ومنتسبي الأكاديمية على أعلى المستويات. 

وقال إن الأكاديمية ستحرص على اقتناء آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجال الطائرات وأجهزة محاكاة الطيران، حيث اختارت الأكاديمية الجيل الجديد من طائرات ذات تقنية متقدمة DA40/42 NG من شركة "دايمونت ايركرافت"، وأدوات التدريب ذات المستوى السادس التي تعمل على تطوير قدرات التحكم اليدوي والإلكتروني. يذكر أن الأكاديمية ستبدأ عملياتها بشكل محدود في ديسمبر 2010 باستقبال أول دفعة من المتدربين الذين يقدر عددهم بـ 36 متدرباً، بينما يتم العمل على الانتهاء من بناء المقر الدائم لها والذي سيستوعب بعد خمس سنوات لـ 200 متدرب في السنة الواحدة، وتقع الأكاديمية في مطار الثمامة، الذي يبعد 28 كلم إلى شمال شرق مطار الملك خالد الدولي في مدينة الرياض. 

وتعد الأكاديمية الوحيدة من نوعها في المملكة التي تقدم مزيجا عالي التقنية من أحدث الطائرات وأدوات المحاكاة للتأكيد على أن الطلاب والملاحين يحصلون على أفضل وسائل التدريب المتوفرة. 

أما المنهج الذي ستقدمه الأكاديمية فسيتم اعتماده من قبل هيئة الطيران السعودية بما يتوافق مع أفضل المعايير والممارسات الدولية، وذلك من أجل تمكين الطلاب عديمي الخبرة من حيازة المهارات والشهادات اللازمة من أجل الطيران كمحترفين أو هواة. 

ويتكون الفريق الأساسي من المدربين من خبراء من الولايات المتحدة الأمريكية، أوروبا، جنوب إفريقيا وأستراليا، وذلك للتأكد من امتلاك كافة الطلاب المهارات والثقة والشهادات اللازمة لأن يكونوا ملاحين آمنين، وقادرين ومنضبطين.