الرياض: هدى الدغفق
عبر باحث سنغالي عن استغرابه من قلة زوار الشرق الإسلامي للمتاحف والآثار في بلاده، مقارنة بزوار الغرب الذين يأتون بعدد كبير للتعرف على المخطوطات والتراث الإفريقي على حد قوله. وقدر رئيس مركز الوثائق والمخطوطات بجامعة آنتي جوب السنغالية بداكار الدكتور خديم إمباكي عدد المخطوطات الموجودة في بلاده بـ (1496) ذاكرا أنها في حال رثة، مهددة بخطر انمحائها وتآكلها، مهيبا بأية جهة قادرة غيورة على تاريخها بمد يد العون وحماية تلك الوثائق النادرة. لاسيما أن السنغال قد ورثت – بحسب امباكي- كل الإرث الحضاري لما يسمى إفريقيا الغربية الفرنسية. جاء ذلك في ندوة (الأدب العربي في السنغال) التي أقيمت مساء أول من أمس في قاعة مركز المعارض للمحاضرات على هامش معرض الرياض 2010 للكتاب. وشارك فيها الباحث السنغالي (محمد انجاي) الذي أكد أن دولته نجحت في الحفاظ على اهتمامها اللغوي العربي المرتبط بالعمق الديني رغم المحاولات المعادية واختلاف أساليبها، وقد تمثل حرص البلاد على توجهها في إرسال عدد من أبنائها للدول العربية والإسلامية بغرض التعلم والتكيف مع واقعها، حتى يتمكنوا من إعادة تشكيل هذا الواقع لديهم.مضيفا إلى أن كثيرا من السنغاليين درسوا مباحث عربية بحتة بلاغة وشعرا مع إيمانهم بتطور أغراض الشعر بما يلائم الواقع الاجتماعي السنغالي ومغايرة ذلك لطبيعة ما كان عليه الشعر الجاهلي، إلا أن فكرة الأغراض الشعرية الجاهلية أسهمت في التأسيس لتجربة الشعر السنغالي العربي والذي كان غرضه الأساسي مدح الرسول عليه الصلاة والسلام بجانب تناوله أغراضا أخرى ذات صلة بالدين الإسلامي. وبفصاحة مدهشة للحاضرين من غير السنغاليين، أكد أدباء وباحثون سنغاليون مدى علاقة بلادهم باللغة العربية التي انتشرت نتيجة دخول الإسلام ورغبة الناس في تعلم القرآن وحفظه، ودور ما عرف بالأدب السنغالي العربي وأبرز الأسماء التي عرفت فيه، الى جوانب الإرث الحضاري المتمثل في المخطوطات والكتب الذي يعكس المنتج الفكري والعلمي للعرب والمسلمين وتأثيرهم على منطقة الغرب الإفريقي في مراحل تاريخية مبكرة من تكوين الثقافة المعاصرة في السنغال.