تبوك: تركي الدوسي





 
أطلق أمس سراح المواطن صالح مطير العنزي الذي حاول الانتحار من فوق مبنى إدارة الطرق والنقل بمنطقة تبوك أول من أمس، وأحيلت معاملته إلى المحكمة العامة في تبوك، بعد أن وجهت هيئة التحقيق والادعاء العام بإطلاق سراحه.

من جهته لم يؤكد الناطق الإعلامي بشرطة منطقة تبوك العميد صالح حامد الحربي إطلاق سراحه، وربطه بالكفالة الحضورية، رغم تواجد "الوطن" لحظة إطلاق سراح صالح مطير العنزي من قسم شرطة السليمانية، ومرافقته إلى منزله.

وقال المواطن العنزي "31 عاماً" إن إقدامه على محاولة الانتحار ناجم عن اليأس الذي تملك نفسه لفترة طويلة لفشله في كسب رزقه الحلال بالطرق النظامية بعد أن تحطمت آماله على صخـرة البيروقراطية التي واجهها من إدارة الطرق في تبوك، مشيرا إلى أنـه قد أوقـف عن مزاولـة نقل المعلمات بواسطة (باص) صغير حصل عليه بمساعـدة من أقاربه وذويه ، لإعالة أسرتـه ودفع إيجـار الملحـق الذي يسكنه في سطح إحدى العمائر السكنية، وهـو مهدد بإخلائه لعـدم تمكنـه من دفع الإيجارات المتراكمــة منذ عدة أشهر.

وأردف أنه لم يدع باباً إلا طرقه من أجل البحث عن عمل آخر، أو العثور على فرصة وظيفية لزوجته التي تحمل شهادة البكالوريوس في الدراسات الإسلامية وما زالت تنتظر التعيين منذ أكثر من 9 سنوات، وأنه كان يرجو الحصول على تصريح بمزاولة مهنة نقل المعلمات، مضيفاً أنه راجع أيضاً الضمان الاجتماعي بمنطقة تبوك حيث لم تنطبق عليه الشروط للحصول على مساعدة شهرية يستطيع من خلالها الوفاء بالتزاماته اليومية.

وناشد العنزي وزير التربية والتعليم بالنظر في تأخر تعيين زوجته الجامعية التي مضى على تخرجها وقت طويل.

وذكر لـ "الوطن" خلف عيادة العنزي، خال صالح ، أن أقاربه ساعدوه بشراء سيارة نقل صغيرة ليتمكن من تحسين أوضاعه والإنفاق على أسرته المكونة من زوجة و3 أطفال، إلا أنه وقف عاجزاً أمام العقبات التي يواجهها يوميا من إدارة الطرق والنقل، بالإضافة إلى الغرامة التي لم يستطع دفعها، والتي بلغت أكثر من 5 آلاف ريال، مثمناً جهود الجهات الأمنية التي شاركت في إنقاذ ابن أخته من الانتحار، وحضورها للموقع في وقت قياسي، كما شكر أحد المواطنين الذي تفاعل مع مشهد محاولة الانتحار بدفع الغرامة عن ابن أخته بعد إنقاذه.