ما زلت أسأل: لماذا العامل الآسيوي الموجود في بلادنا ليس هو الموجود في دول خليجية مجاورة؟!
على نفس الطائرة.. ربما طيران الاتحاد.. ينزل جزء من هؤلاء في مطار دبي.. جزء آخر في مطار الدوحة.. جزء آخرفي مطارالمنامة.. والبقية في مطار الملك خالد بالرياض!
لكن بونا شاسعا بين هؤلاء وأولئك..!
ذات مساء تناولت العشاء في أحد المطاعم في مدينة خليجية مجاورة.. لفت انتباهي الدقة والنظافة والمهارة والتعامل الراقي والرقيق وغيرها من صفات جميلة يتمتع بها العاملون في ذلك المطعم.. سألت الأول من أين أنت فأجاب:"سيرلانكي"!
سألت الثاني فقال لي جنسية أخرى ـ توقفت عن طرح الأسئلة ـ حتى لا أكون فضولياً ـ لكنها اشتغلت في رأسي: لماذا يختلف هؤلاء عن أولئك الموجودين في بلادي؟!
العاملون في الفنادق ليسوا سواء.. على الرغم من كونهم من جنسية واحدة.. العاملون في محطات الوقود.. في المراكز الكبرى.. في سيارات الأجرة.. والأمثلة كثيرة أمامكم!
أمس ألمحت إلى حجم الأموال المهاجرة الضخمة التي يتم تحويلها من بعض البنوك المحلية إلى الخارج.. بعيدا عن الحلول الأمنية المعنية بمصادر هذه الأموال، فإن أول خطوات العلاج الأخرى تتمثل في استقدام عمالة مدربة متعلمة.. مؤهلة.. وسبق لها العمل في دول أخرى.. حتى لا تتعلم الحلاقة في رؤوسنا وتذهب إلى غيرنا.. العامل المتعلم المدرب ينعكس وجوده على اقتصاد البلد..
لماذا العمالة التي تأتي إلى بلادنا تختلف عن تلك التي تأتي للدول المجاورة.. لماذا بلادنا مفتوحة للنطيحة والمتردية؟ لماذا أضحت التنمية في بلادنا تقتات على فتات الأيدي العاملة؟! لماذا لا توضع شروط عملية تتوافر لدى العامل قبل دخوله لبلادنا؟
هل تحول سوق العمل في بلادنا إلى دار رعاية اجتماعية؟!