أكد التقرير السنوي الصادر عن شركة إرنست ويونغ الشرق الأوسط حول نشاطات الاكتتاب الإقليمية، أن قيمة الصفقات التي تم إنجازها خلال العام الجاري تعادل حوالي سدس قيمة صفقات الاكتتاب في عام 2008. ووصلت قيمة صفقات الاكتتاب الإقليمية، حتى 25 نوفمبر الماضي، إلى 2.06 مليار دولار (من 15 صفقة)، مقارنةً مع 12.46 مليار دولار في عام 2008 أي بانخفاض نسبته 16.5%.
وشهد شهرا أكتوبر ونوفمبر الماضيان أربع صفقات، قامت بثلاث منها شركات تأمين سعودية، فيما جرت الصفقة الأخيرة في سوريا، حيث تم الاكتتاب على أحد المصارف الموجودة هناك. واحتل اكتتاب بنك البركة في سوريا المرتبة الأولى على المستوى الإقليمي بصفقةٍ وصلت قيمتها إلى 37.23 مليون دولار ، يليه اكتتاب شركة الخليج التعاونية للتأمين (الخليج للتأمين) بقيمة 21.3 مليون دولار، فيما جاءت صفقتا اكتتاب شركة العالمية للتأمين التعاوني وشركة بروج للتأمين التعاوني في المرتبتين الثالثة (16 مليون دولار) والرابعة (13.87 مليون دولار) على التوالي. وتعليقاً على هذا التقرير، قال فيل غاندير المدير الشريك لخدمات استشارات الصفقات في إرنست ويونغ الشرق الأوسط: "باستثناء صفقات الاكتتاب التي تم إنجازها خلال العام الجاري في قطر (952.03 مليون دولار) والسعودية (1.03 مليار دولار) وسوريا (76.99 مليون دولار)، فإن المنطقة لم تشهد أية صفقات اكتتاب خلال هذا العام.ومن الصعب أن نتوقع متى سيشهد سوق الاكتتاب الإقليمي تعافياً ملحوظا"، حتى في ظل الإعلان عن افتتاح 114 صفقة اكتتاب".
ووفقاً لتقرير إرنست ويونغ السنوي حول صفقات الاكتتاب العالمية، فقد شهدت نشاطات الاكتتاب العالمية تحسناً في القسم الثاني من 2009، بعد فترة الركود التي عانت منها في الربعين الأولين من العام الجاري، وهو ما جاء نتيجة الصفقات التي تم عقدها في آسيا وأمريكا الجنوبية، حيث وصلت قيمة هذه الصفقات إلى 68.6 مليار دولار ، أي ما يعادل 72% من إجمالي صفقات الاكتتاب العالمية.
وكانت صفقات الاكتتاب في الأشهر الـ11 الماضية شهدت تراجعاً كبيراً في عددها مقارنةً مع ما كان عليه الحال في نفس الفترة من عام 2008، حيث وصل عدد هذه الصفقات في عام 2009 إلى 459 صفقة حتى الآن، مقابل 740 صفقة في نفس الفترة من 2008، علماً بأن قيمة الصفقات في العام الجاري بلغت 94.9 مليار دولار مقابل 94.6 مليار دولار في نفس الفترة من العام الماضي.
من جانبه، قال غريغوري إريكسن، نائب الرئيس العالمي لقطاع أسواق النمو الاستراتيجية في إرنست ويونغ: "سيطرت نشاطات الأسواق الناشئة على سوق الاكتتاب العالمي خلال هذا العام، حيث كانت الشركات الصينية المصدر الأكبر لغالبية العائدات التي تم تحقيقها على المستوى العالمي في هذا السوق. كما شهدت البرازيل موجة مميزة من الصفقات وبشكلٍ خاص في مجال الخدمات المالية، الأمر الذي يشير بوضوح إلى أن الصين والبرازيل تلعبان دوراً رئيسياً في قيادة تعافي الأوضاع الاقتصادية العالمية".
انخفضت قيمة نشاطات الاكتتابات في أمريكا الشمالية بنسبةٍ وصلت إلى 38%، حيث تراجعت من 26.6 مليار دولار في الأشهر الـ11 الأولى من عام 2008 إلى 16.6 ملياراً في نفس الفترة من العام الحالي، وذلك من خلال 66 صفقة اكتتاب. ولم تزد حصة نشاطات الاكتتابات الأوروبية عن 10% من مجمل ما تم عقده من صفقات اكتتاب على المستوى العالمي، حيث وصلت قيمة هذه الصفقات إلى خمسة مليارات دولار، علماً بأن حصة الصفقات الأوروبية من إجمالي الصفقات العالمية التي تم إنجازها في العام الماضي كانت 22%، وذلك من 160 صفقة بلغت قيمتها 13.6 مليار دولار، إلا أن سوق الاكتتاب الأمريكي حقق نشاطاً ملحوظاً في القسم الثاني من 2009، كما استطاعت أوروبا أن تحقق صفقات اكتتاب عالية المستوى في الربع الأخير من العام الجاري.
هيمن القطاع الصناعي على عدد صفقات الاكتتاب التي تم إنجازها 77 اكتتابا، ليأتي قطاع المواد في المرتبة الثانية بـ68 صفقة، فيما جاء قطاع التقنيات العالية في المرتبة الثالثة بـ55 اكتتابا. ووصلت عائدات الاكتتابات التي تم إنجازها في القطاعات الثلاثة المذكورة (من بين 12 قطاعا) إلى نصف إجمالي رأس المال الذي تم تحقيقه في سوق الاكتتابات الإقليمي، حيث وصلت حصة القطاع المالي إلى 21.7 مليار دولار، فيما حقق القطاع الصناعي عائدات بقيمة 16.1 مليار دولار. أما القطاع العقاري، فقد احتل المرتبة الثالثة بعائداتٍ وصلت قيمتها إلى 9.5 مليارات دولار.