قال ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز: إننا وإذ ندافع عن بلدنا، فإننا نرد ونصد ونردع كل من يحاول المساس بسيادة وطننا ومواطنيه والمقيمين عليه.

وأضاف خلال لقائه كبار ضباط القوات المسلحة أمس: ولا أخفيكم بأنه يحز في خواطرنا هذا الفعل المشين ومثل هذه المناوشات التي ليست من مصلحة أحد، لأن أي قطرة دم تراق من الطرفين تدمي قلوبنا، والدم العربي المسلم غالٍ وعزيز على قلوبنا، وكنا نتمنى ممن يقاتلوننا أو من يحرضونهم على القتال، لو وجهوا سلاحهم باتجاه أعدائنا لا أن تكون البندقية باتجاهين متضادين، وكان الأولى بهؤلاء المتسللين لو ساهموا في بناء بلدهم وانضموا إلى قيادته العزيزة التي لا تود إلا كل الخير لجميع الشعب اليمني.

وقال ولي العهد: تأكدوا جميعاً بأن كافة أسر الشهداء والمفقودين والمصابين هم في عيون قائدهم الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرجل الفذ.

وكان ولي العهد، قد استقبل في مكتبه بوزارة الدفاع والطيران أمس بحضور مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، كبار ضباط القوات المسلحة يتقدمهم رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الأول الركن صالح بن علي المحيا ونائب رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الركن حسين بن عبدالله القبيّل وقادة أفرع القوات المسلحة الذين قدموا للسلام على سموه وتهنئته بعودته إلى أرض الوطن.

وألقى الفريق الأول الركن صالح المحيا كلمة هنأ في مستهلها الجميع بعودة سمو ولي العهد، وقال: الحمد لله الذي جعلنا مسلمين متحابين، وخلف قيادتنا متماسكين، والحمد له أولاً وآخراً بأن أعادكم سالمين غانمين لوطنك ومحبيك، كي تكتمل المسيرة التي بدأتموها في تطوير قواتنا المسلحة والدعم الذي نلقاه من قائدنا الأعلى لكافة القوات العسكرية خادم الحرمين الشريفين.

وأكد المحيا أن الأبطال الصامدين المدافعين عن حدودنا الجنوبية، على مختلف مستوياتهم أخذوا من عودة سمو ولي العهد جرعات معنوية عالية، انطلقوا يقاتلون بعزيمة وقوة إيمان بعدالة مواقف المملكة، وفي وقت راحتهم عمتهم أفراح غامرة، سائلاً الله أن يديم على سموه ثوب الصحة والعافية.

بعد ذلك وجه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز الكلمة التالية:

الحمد لله حمد الشاكرين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين.

أيها الإخوة والزملاء رجال القوات المسلحة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

أحييكم وأرحب بكم، وأشكركم جميعاً على ما عبرتم به من مشاعر صادقة وأمنيات طيبة، ودعوات خالصة وإنني لأبادلكم نفس المشاعر حباً ووفاءً وصدقاً وعرفاناً، وإنني من مقامي هذا لأشكر باسم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية، كل رجل عامل مخلص منكم وأخص بالشكر أولئك الرجال المقاتلين الأبطال البواسل، الذين يدافعون عن حق وعن شرعية بلادنا.

أيها الإخوة :

إن المملكة العربية السعودية دولة كانت ولا تزال دولة سلام، ومحبة له، وكم عملت عليه وصنعته لكثير من الأوطان ولها سجل حافل من الأيادي البيضاء في جميع دول العالم في هذا المجال ولكن مع شديد الأسف وجدنا أنفسنا أمام موقف فرض علينا وليس أمامنا إلا أن نواجهه بعزة وكرامة.

أيها الزملاء

إننا وإذ ندافع عن بلدنا، فإننا نرد ونصد ونردع كل من يحاول المساس بسيادة وطننا ومواطنيه والمقيمين عليه ولا أخفيكم بأنه يحز في خواطرنا هذا الفعل المشين ومثل هذه المناوشات التي ليست من مصلحة أحد، لأن أي قطرة دم تراق من الطرفين تدمي قلوبنا، والدم العربي المسلم غالٍ وعزيز على قلوبنا، وكنا نتمنى ممن يقاتلوننا أو من يحرضونهم على القتال، لو وجهوا سلاحهم باتجاه أعدائنا لا أن تكون البندقية باتجاهين متضادين، والعالم من حولنا يسارع الخطى في البناء والتطور وكان الأولى بهؤلاء المتسللين لو ساهموا في بناء بلدهم وانضموا إلى قيادته العزيزة التي لا تود إلا كل الخير لجميع الشعب اليمني، واعلموا وأنتم تقومون بواجب الدفاع عن وطنكم، بأن الله معنا، والعالم كله معنا، لأننا لم نعتدِ على أحد، ولا نرضى بأن يكون رجالنا قوة شر ضد الأشقياء، بل قوة خير وسلام.

أيها الإخوة الزملاء :

لقد كنت في يوم السبت الماضي بين أبنائي المصابين في مستشفى القوات المسلحة في الرياض وقد أذهلني ذلك الإصرار العميق، والعزيمة الصادقة لدى كل واحد منهم وهم يتمنون الشفاء العاجل ليعودوا إلى أرض المعركة إيماناً منهم بصدق العقيدة ووضوح الهدف، وثقوا وتأكدوا جميعاً بأن كافة أسر الشهداء والمفقودين والمصابين هم في عيون قائدهم الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرجل الفذ، الحريص على كل فرد منهم. فلمقامه الكريم خالص الشكر وعظيم التقدير باسمكم جميعاً والشكر موصولاً لجميع القادة العسكريين ولجندهم الميامين، والله أسأل أن يتولانا جميعاً بعطفه ورحمته، وأن يمن بالفردوس الأعلى لشهدائنا الأبرار، وأن يكتب السلامة لمفقودينا، والشفاء العاجل لمصابينا، والنصر المبين لوطننا الغالي.

أنا مفوض من خادم الحرمين الشريفين الملك - رعاه الله - بأن أقوم بخدمتكم جميعاً وسيتولى الابن خالد ورئيس هيئة الأركان العامة متابعة كل احتياجاتكم الخاصة والعامة ولا تترددوا، أنا منكم وإليكم في الصغيرة والكبيرة وأشهد الله بحبكم وتفانيكم وإخلاصكم في أداء واجباتكم والله ينصركم على أعدائكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

من ناحية أخرى تسلم سمو ولي العهد نسخة من التقرير السنوي الخامس والأربعين لمؤسسة النقد العربي السعودي خلال استقباله أمس لوزير المالية الدكتور إبراهيم العساف ومحافظ مؤسسة النقد الدكتور محمد بن سليمان الجاسر ونائب المحافظ الدكتور عبدالرحمن الحميدي وكبار المسؤولين في المؤسسة.

وفي نهاية الاستقبال تسلم سمو ولي العهد ميدالية ذهبية قامت مؤسسة النقد العربي السعودي بسكها بمناسبة مرور 75 عاماً على تأسيس أرامكو السعودية.

كما استقبل ولي العهد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي رئيس اللجنة الرئاسية لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين وأعضاء اللجنة الرئاسية الذين قدموا للسلام عليه.