هذا عنوانٌ لكتاب صدر لي ويوزع مجاناً، وقد طُبع على نفقة شركة آبار في مدينة حائل، تضمن بعضا من مقالاتي في صحيفة الوطن، وقد قدم للكتاب شيخي العلامة الدكتور صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء، كما قرأه وقدم له الناقد الأديب حسن الهويمل.
ومع أن الكتاب يتضمن مقالات شتى، إلا أن عمود فقارها موضوعان رئيسان هما (العقيدة) و(الوطن)، فالعقيدة الصحيحة هي الأساس الذي تصح معه الأعمال، والوطن: المملكة العربية السعودية، هو الذي فيه مهبط الوحي، ومأرز الإيمان، والحرمان الشريفان، والأماكن المقدسة، وولاته (آل سعود) هم أنصار دين الله تعالى منذ ثلاثة قرون ولا يزالون بحمد الله.
وقد دعاني لكتابتها ما أراه من استهداف ظالم من أعداء الإسلام وأدواتهم، وأعداء الحقيقة، لديننا ووطننا، فكان من المتعيّن على كل قادر أن يقذف بالحق على الباطل، ليدمغه ويزهقه، ولكن بعلمٍ وعدل، لا بجهلٍ وظلم، وبدون رميٍ للفتيل هنا وهناك، ذلك أن قضية بلادنا عادلة، وأدلة خيرها ساطعة، وتهافت تهم خصومها مكشوف، فلا حاجة حينئذ للصخب والضجيج، لأنه لا ينصر حقا، ولا يدمغ باطلا، وإنما الذي ينصر الحق، ويدمغ الباطل، هو قول الحق بالحجة والبرهان، مع الأدب والاتزان، والبعد عن رديء الكلام.
وكنتُ شاركتُ في ذلك مع أن بضاعتي في العلم مزجاة، ولكن كما قال تعالى: (ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها)، والفضل في تلك المشاركات لله، ثم لرئيس تحرير صحيفة الوطن الدكتور عثمان الصيني، فهو الذي أتاح لي هذه الزاوية في صحيفة الوطن، لأدافع عن ديني ووطني وقيادة بلدي، وكنت شاركتُ معه في ندوةٍ في منطقة القصيم، فكان خير من يمثل الإعلام، بولائه الصادق لدينه ووطنه، وبما يملكه من حجج قاطعة، وأدب جم، وباستشعاره للمسؤولية، زاده الله توفيقا.
إن هذه النعم التي نتفيأ ظلالها: نعمة العقيدة الصحيحة، ونعمة الوطن الطاهر الذي يضم الحرمين، ومشى على أرضه خير البشر عليه الصلاة والسلام، ونعمة الولاية الصالحة (آل سعود) الذين لا نظير لهم منذ ثلاثة قرون إلى اليوم، في نصرة دين الله، والسهر على راحة الرعية، ونعمة الأمن والاستقرار في زمنٍ يُتخطَّف الناس من حولنا، هذه النعم من الله كما قال تعالى (وما بكم من نعمة فمن الله) فنشكر الله عليها، وقد قال تعالى: (لئن شكرتم لأزيدنكم)، ولا بد من أخذ الأسباب التي تديم هذه النعم، ومن ذلك عرض سماحة الدين بطريقة صحيحة، وبيان الصورة الحقيقية لبلادنا، وهي أنها بحمد الله بيضاء نقية، عمّ خيرها القاصي والداني، وبيان ما يقوم به ولاتنا من خدمة للمواطن، ولكل مسلم بل وللإنسانية جمعاء، وأدلة ذلك كثيرة معلومة، ومن أخذ الأسباب في دوام تلك النعم، لزوم جماعة المسلمين وإمامهم، والحذر من الإثارة والتهييج ومنازعة الأمر أهله، والحذر كذلك من كل ما يدعو للفتنة والانقسام، فإن البلاد لا يصلحها غير السكون، وقد قال الملك عبدالعزيز رحمه الله: «إن البلاد لا يصلحها غير الأمن والسكون، لذلك أطلب من الجميع أن يخلدوا للراحة والطمأنينة، وإني أحذر الجميع من نزغات الشياطين والاسترسال وراء الأهواء التي ينتج عنها إفساد الأمن في هذه الديار، فإني لا أراعي في هذا الباب صغيرا ولا كبيرا، وليحذر كل إنسان أن تكون العبرة فيه لغيره».
فلئن يكون الإنسان تابعا في الحق، خير له من أن يكون رأساً ومتبوعاً في الباطل.