اعتقلت قوات الأمن العراقية عددا من المتظاهرين في محافظة البصرة جنوبي البلاد، أمس، على خلفية إحراق القنصلية الإيرانية في المحافظة قبل أيام، خلال احتجاجات ضد تصاعد نفوذ طهران ، فيما انتخب البرلمان العراقي، أمس، محمد ريكان الحلبوسي رئيسا له، بعدما أخفقت المؤسسة التشريعية ببغداد لأكثر من مرة في حسم الاختيار.

وتم ترشيح الحلبوسي الذي شغل منصب نائب منذ العام 2014 لرئاسة البرلمان العراقي من قبل كتلة «الحل» التي يتزعمها رجل الأعمال العراقي جمال الكربولي.

وفاز الحلبوسي على خالد متعب ياسين العبيدي وهو وزير الدفاع العراقي السابق، وصوّت البرلمان العراقي على إقالته سنة 2016 بسبب تهم فساد.

وكانت كتل سياسية كبيرة قد انسحبت من جلسة مجلس النواب العراقي الجديد المخصصة لاختيار رئيس للمجلس، ثم عادت من جديد لتنضم إلى الاجتماع.

وانسحب «ائتلاف سائرون» الذي يقوده زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، أكبر كتلة حصلت على مقاعد في البرلمان الجديد، كما انسحب نواب الحزب الديمقراطي الكردستاني من الجلسة أيضا، فيما صوت غالبية أعضاء مجلس النواب على المرشح النائب محمد ريكان الحلبوسي «39 عاماً» لرئاسة البرلمان بدورته الرابعة، التي تستمر من عام 2018 إلى 2022.



 أصغر رئيس مجلس 

وفاز الحلبوسي الذي يعتبر أصغر رئيس مجلس للنواب خلال الدورات التشريعية السابقة، بأغلبية 169 صوتا، متفوقا على خالد العبيدي ومحمد الخالدي وأسامة النجيفي.

وكان البرلمان العراقي قد استأنف صباح أمس، جلسته المغلقة بحضور 251 نائبا من أصل 329، لاختيار رئيس البرلمان ونوابه خلال عملية التصويت السري المباشر، كما شهد البرلمان أداء القسم القانوني للنواب الذين لم يحضروا الجلسة السابقة، والتي عقدت في الثالث من سبتمبر الجاري.

وشهدت المنافسة حول منصب رئاسة البرلمان ونائبيه مخاضا عسيرا بعد أن كان قد رشّح أكثر من ثمانية نواب لرئاسته، كما شهدت الجلسة انسحاب أربعة من المرشحين لصالح أقرانهم من المرشحين، ووفقا للمصادر فإن طلال الزوبعي ورعد الدهلكي قد انسحبا لصالح ترشيح خالد العبيدي، فيما انسحب أحمد عبد الله الجبوري، بعد عدم حصوله على الدعم اللازم من تحالف «الإصلاح والبناء» التي تضم سائرون والحكمة والنصر وباقي الكتل.

بورصة للمناصب العليا

كشف نواب من تحالفي سائرون والحكمة وعدد آخر من النواب، عن وجود بورصة لبيع وشراء المناصب العليا والوزارية دون اتهام أي جهة.

كما تم ترشيح النائب حسن الكعبي لتولي منصب نائب الأول عن تحالف سائرون، كما بحسب المصادر، فإن الكتل الكردية قد رشحت النائب بشير خليل لمنصب النائب الثاني، وأن التصويت سيجري تباعا لاختيارهم.

يذكر أن البرلمان العراقي الجديد كان قد فشل في انتخاب رئيس له خلال الجلسة الأولى التي عقدت في الثالث من الشهر الجاري، وسط خلافات كبيرة نتيجة الخلاف الواسع على الكتلة البرلمانية الأكثر عددا، التي ستكلف بتشكيل الحكومة الجديدة.

ملامح الكتلة الأكبر

أكد القيادي في تحالف سائرون النائب رائد فهميان جميع الحوارات التي تجري بين سائرون والفتح  حول تشكيل الكتلة الأكبر بالبرلمان لم تصل إلى مستوى الاتفاق الموقع، وقال إن «الحوارات التي تجري ليس بالضرورة أن تكون لتشكيل كتلة جديدة فقد تكون للوصول إلى توافقات حول شكل الحكومة الجديدة والشروط الواجب توفرها بشخص رئيس مجلس الوزراء»،

ولفت إلى أن «جميع الحوارات التي تجرى حاليا مع الفتح لم تصل إلى مستوى الاتفاق الموقع لان مايجري هو مناقشة رؤية كل طرف حول الصيغ المختلفة والاحتمالات التي من الممكن المضي بها لتشكيل الحكومة المقبلة» .