بعد سنوات من اختطاف إيران لثالث أكبر المحافظات العراقية، تصاعدت احتجاجات سكان البصرة ضد تدخل طهران في الشؤون الداخلية للبلاد، إذ أحرق المحتجون قنصلية إيران، إضافة إلى أكثر من 20 مكتبا ومقرا للأحزاب الموالية لطهران. واعتبر المحتجون أن تدخلات إيران تسببت في تعطيل تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.

في تطور جديد، طالبت قائمتا "ثائرون" و"الفتح" أمس باستقالة حكومة حيدر العبادي. 

 


ماذا يريد متظاهرو البصرة


 





دولة خالية من الأحزاب

 إيقاف الفساد المستشري في البلاد

منع إيران من تنفيذ أجنداتها في العراق

الضغط بالقوة على القوى العراقية التي تمولها طهران


 






وسط تصاعد حدة الاحتجاجات في محافظة البصرة، وسقوط السيطرة الإيرانية على المدينة ، عقد مجلس النواب العراقي، أمس، جلسته الاستثنائية بخصوص حل أزمة المحافظة بعد 5 أيام من الاحتجاجات العنيفة، بحضور رئيس الوزراء حيدر العبادي والوزراء والمسؤولين الآخرين المعنيين.

وقال العبادي خلال الجلسة: «إننا نواجه تحدياً جزء منه سياسي لتحقيق مطالب أهالي البصرة المحقة»، مشيراً إلى وجوب عزل الجانب السياسي عن الجانب الأمني والخدمي، محذرا من تحول الخلاف السياسي إلى مواجهات مسلحة، قد تتسبب بانفلات الأوضاع في عموم العراق، مشيراً إلى أن الخراب في البصرة هو خراب سياسي.

 من جانبه، أعلن وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي خلال جلسة مجلس النواب أنه تم إصدار أوامر بمحاسبة من تجاوز على المتظاهرين ومن أساء إلى الممتلكات العامة والخاصة، كما أعلن وزير الدفاع العراقي عرفان الحيالي، خلال الجلسة الاستثنائية أن القوات المسلحة غير مخولة بإطلاق النار على أي مواطن.



تطور غير مسبوق

ذكرت وسائل إعلام أمس، أنباء عن إطلاق 4 صواريخ نحو مطار البصرة، فيما أعلنت الحكومة العراقية حالة تأهب قصوى في بغداد وحظر تجوال في البصرة. وأفاد مصادر بأن قوة خاصة كبيرة دخلت البصرة لفرض الأمن في المدينة، كما نشر جهاز مكافحة الإرهاب قواته حول المقار الحكومية والمصارف ومؤسسات الدولة في البصرة.

وكانت الاحتجاجات الشعبية قد تطورت أول من أمس إلى مستوى غير مسبوق، حيث أحرق متظاهرون القنصلية الإيرانية، مما دعا طهران إلى دعوة رعاياها لمغادرة المحافظة «فورا»، بينما نزلت ميليشيات موالية لها إلى الشارع، حيث أطلقت نيرانها على المحتجين السلميين.

ولم يتوقف الغضب الشعبي في البصرة عند القنصلية الإيرانية، إذ توجه الآلاف منهم إلى القصور الرئيسية في المدينة، حيث أحرقوا مقرا لميليشيات الحشد الشعبي هناك، كما أحرقوا مقر حركة ما يسمى «البشائر» التابعة لرئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، الموالي هو الآخر لإيران.

 

مطالب الصدر

أصدر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بياناً، أمس، حدد فيه شروط حل أزمة محافظة البصرة ورفع معاناة أهلها بحلول وصفها بالآنية والمستقبلية.

وقال الصدر في بيانه، إنه في حال عدم توصل مجلس النواب إلى حلول جذرية وفاعلة فيما يخص حل مشاكل أهالي البصرة، فإنه يجب اللجوء إلى المرحلة الثانية من الخطة، في إشارة إلى تصعيد الاحتجاجات.

وأوضح الصدر في بيانه، أنه على الحكومة تشكيل لجان نزيهة للبدء بتنفيذ المشاريع الخدمية في المحافظة فوراً، وإبعاد الفاسدين ممن تسببوا فيما آلت إليه المحافظة، محددا 45 يوماً لإنهاء كافة الاحتياجات الآنية، وتشكيل خلية أمنية لحماية البصرة وفرض الأمن فيها بأسرع وقت، ليكون الأهالي بمأمن من التدخلات الخارحية والداخلية.

 وختم الصدر بيانه، بالمطالبة بالإسراع بتشكيل الحكومة الجديدة وفق شروط وضوابط وطنية بعيدة عن تدخل الأحزاب السياسية.



تهديد المنطقة

حذرت صحيفة «آي» البريطانية في تقرير لها من اضطرابات العراق التي وصفتها بأنها سامة ومُعدية للمنطقة بأسرها، مشيرة إلى أن الأزمة تأتي في وقت سيئ على وجه خاص في العراق، حيث تعثر تشكيل الحكومة الجديدة.

وقالت إن المشكلة ليست في فساد الأفراد، وإنما في المنظومة بأكملها، حيث تُوزع الوزارات بين الأحزاب التي تستخدمها كمشروعات مُدرة للأموال ومصادر للوظائف بالمحسوبية، مبينة أن كثيرا من العراقيين يريدون تغييرا جذريا، إلا أن الوضع القائم يصعب اقتلاعه من جذوره.