منذ الوهلة الأولى لتولي الكابتن أحمد عيد زمام رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم، بعد فوزه في أول انتخابات في تاريخ الرياضة السعودية، لم يهدأ كرسي الرئاسة، والجدل على أشده بين مؤيد ومعارض، كلٌّ يغنّي على ليلاه.
وخيّمت الضغوط من رؤساء الأندية على الأجواء، بل وصلت إلى التهديد بإقالة عيد، كما أعلن عنها أحد الرؤساء، بعد تعثر فريقه في مشوار الدوري، وجاء التصريح كردة فعل.
اللافت أن السنوات الأربع التي أدار فيها الكابتن أحمد العمل، عاد فريق النصر إلى الواجهة، وحقق 3 بطولات، والأهلي كان حاضرا، وعانق بطولة الدوري التي عاندته كثيرا. أما صاحب النَّفَس الطويل «الهلال» فلم يكتب له تحقيق الإنجازات خلال تلك الفترة بالصورة التي تُعرَف عنه، غير أنه جدد أمجاده في الموسمين الماضيين، خلال فترة عزّت، وعاد إلى القمة بطلا للدوري، بل ضرب أرقاما قياسية في كل الأشياء، وتحديدا بالصافرة الأجنبية.
وبعد أن ترجّل عزّت تولى المهمة نواف التمياط، فترة وجيزه، قبل تزكية قصي لمنصب الرئيس، وعادت الأجواء المشحونة، وتضاعفت الضغوط وتناثرت الاستفهامات، وفجأة أعلن قصي استقالته، واستلم الدفة نائبه لؤي السبيعي، ويبدو أنها مؤقته لحين انتخاب رئيس آخر، غير أن الإشكالات تكبر في إشارة إلى أن الأمر يحتاج إلى كبح جماح، ولن يحدث ذلك إلا بوجود رئيس قوي، لا يستطيع أحد التطاول عليه والمساس بشخصيته، وفي الوقت ذاته متمكن من إدارة العمل.
وأمام تلك الحقيقة، يتعين أن تكون الأسماء المرشحة تحمل مزايا يتكامل فيها النجاح، ويقيني أن هناك شخصيات سجّلت حضورا لافتا في السابق، في معترك العمل الإداري الرياضي، ولديها القدرة على تحقيق التوازن، ومن هذا المنطلق فإن فحصها وفلترتها مطلب لتدارك أخطاء الأمس. وما دام الحديث عن اتحاد القدم، كانت الفرحة عارمة بعد تزكية الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، عضوا في المكتب التنفيذي للمجلس الأولمبي الآسيوي، ورئيسا للجنة التعليم.
أيضا، تعيين الكابتن أحمد عيد عضوا في مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم، والأكيد أنه إضافة إلى مستقبل رياضتنا التي تحتاج إلى كوادر سعودية تقف في المفاصل المهمة بالاتحاد الدولي والآسيوي، كي يكون نفوذنا قويّا لدرء الظلم الذي تواجه منتخباتنا وفرقنا من اللجان القضائية، وتحديدا الصعيد التحكيمي، وما حدث خلال العقد الماضي خير شاهد. والأمل كبير في الأمير عبدالعزيز بن تركي، الذي تسبق أعماله أقواله، ليعيد الحضور السعودي داخل الملعب وخارجه.