بعض الأسئلة حول إثبات نفع الشيء أو ضرره في الغالب يطلق سيلا من الآراء العاطفية والعلمية المتضاربة كذلك. سأتحدث هنا عن الجانب الأهم، وهو البحث العلمي، وأتفق تماما مع ما أشارت إليه الدكتورة خولة الكريع صاحبة الحلم السعودي، بأن (مستوى البحث العلمي في المملكة لا يليق بحضورها القوي ولا حتى برؤيتها).
ورقة البحث العلمي في المملكة هي الخاسرة في وقتنا الحالي، وأكد على ذلك وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ، حينما قال، بأن مبادرة برنامج دعم البحث والتطوير لم ينفق منها إلا 100 مليون ريال من أصل 6 مليارات، وهذا دليل واضح وجلي، بأن الأبحاث العلمية في السعودية لم نستطع استيعابها كأفراد، ولم تستطع كذلك مؤسساتنا التعليمية، لن ننقص من شأن بعض المراكز البحثية في المملكة، ولكن عندما تسلط الضوء على معظم دول العالم ستجد بأن هناك جهة عليا، أو مجلسا، أو هيئة، يكون هدفها تطوير وتشجيع البحث العلمي في جميع المجالات، وتكون داعمة لاقتصاد البلد، ومن أمثلة ذلك، في أوروبا المركز الوطني للبحث العلمي بفرنسا، والذي يعد أكبر مركز بحث علوم أساسية في أوروبا، وكذلك المجلس الأعلى للبحوث العلمية في إسبانيا، الذي يتبع لوزارة الاقتصاد الإسبانية، وأصبح هذا المجلس يشكل ما يقارب 20% من الإنتاج العلمي الإسباني، والجامعات الإسبانية تسهم بشكل فاعل في الإنتاج العلمي، وتعتبر المجلس كداعم لها في الأبحاث العلمية. هذه المرجعية في البحث العلمي ستكون ذراعا قوية لاقتصاد أي بلد، والأمثلة كثيرة في وجود جهة عليا تشجع وتنظم عملية البحث العلمي، وقد تكون وزارة التعليم في المملكة هي الأجدر بتنظيم عمليات البحث العلمي بقيادة الوزير الدكتور حمد آل الشيخ.