هي أمنية واحدة متواضعة، وهي أن يتقبل سموه مشكوراً رجائي بأن يلقي نظرة سريعة فاحصة على خمسة مشاهد بالغة العجب.. ثلاثة منها بجوار الحي الذي أسكن فيه، والاثنان الآخران بجوار منزلي.

المشهد الأول لنفق في شارع الإمام سعود بن محمد (الجامعة سابقاً) كان جميلاً يبدو شديد القوة والصلابة ثم تجمعت في قاعه السيول التي هطلت على الرياض في مثل هذه الأيام من العام الماضي، فأحدثت به خللاً في مساره الشمالي، ومنذ ذلك الوقت ونصف مساره الشمالي مغلق، به الآلات الثقيلة والمعدات الخفيفة للشركة التي تعمل في إصلاح الخلل، ولأن نصف المسار ظل مغلقاً فقد كان به ارتباك كبير في حركة السيارات منذ ذلك الوقت، خاصة في أوقات الذروة، إذ كان يستغرق عبوره وقتاً طويلاً، وكان المفروض أن يكون هذا حافزاً للشركة أن تستعجل في إصلاحه، لكن هذا لم يحصل، وظل على حاله ما يقارب العام حيث لم يتم إصلاحه إلا منذ عدة أيام، ربما بعد أن خافوا من سقوط مطر جديد، أو بعد أن علموا بعودة سموه من السفر.

والمشهد الثاني للجزء الغربي من هذا الشارع (الإمام سعود بن محمد) عند اتجاهه شرقاً من شارع الأمير تركي الأول حتى تقاطعه بشارع التخصصي، وقد كان هذا الجزء من الشارع من أجمل أجزاء الشارع، بل ومن أجمل شوارع مدينة الرياض، فهو واسع ومقسم إلى مسارين رئيسيين بينهما رصيف رئيسي تزينه أشجار قصيرة جميلة الشكل والتنسيق، وبعد المسارين الرئيسيين يأتي مساران للخدمة يفصل كل واحد منهما عن المسار الرئيسي رصيف آخر هو أيضاً في منتهى الجمال بأشجاره وتنسيقه.. هذا هو حال هذا الجزء من الشارع سابقاً وقد فوجئت من عدة أسابيع بجرافات تزيل الرصيف الذي يفصل طريق الخدمة عن المسار الرئيسي هو وأشجاره الجميلة، وتضع الكتل الخرسانية القبيحة كالعادة، وبعد انتهاء جرف الرصيف أصبح الشارع واسعاً جداً، وفي منتهى القبح وأحدث ذلك للسيارات العابرة مشكلة عند التقائه بشارع التخصصي بسبب سور نفق التخصصي الذي أصبح يقع في منتصف الشارع، وبعد عدة أيام فوجئت بالجرافات تزيل حتى الرصيف الرئيسي الذي يفصل بين المسارين الرئيسيين، وتُحْضَر مئات الكتل الخرسانية وتُصفّ بالشارع، فيكتمل بهذا قبح المنظر وغرابة التصرف، ولأن الشارع يتعرض لبعض الضغط في وقت الذروة عند خروج طلبة جامعة الملك سعود لمدة ساعتين تقريباً فقد ظننت أن الغرض إيجاد طريقة للتغلب على ذلك، لكني استبعدت هذا لكون الازدحام يأتي من إشارة التخصصي وهذا لا يفيد معه إلا إيجاد كبري علوي أو وسيلة أخرى تتعلق بالإشارة، ولم تكن المشكلة ضيق المسارين الرئيسيين، ولذلك فقد احترت في فهم هذا التصرف.. هل هو مشابه لأسلوب (قضِّي حَويِّك وابنيه) مع التشويه والإزعاج، أم أن هناك سبباً وجيهاً لم أدركه..؟ أرجو ذلك.

أما المشهد الثالث فهو لتقاطع شارع الأمير تركي بن عبدالعزيز بشارع العليا (حي المروج بجوار الخطوط السعودية)، فقد ظل هذا التقاطع مغلقاً لعمل إصلاحات بسيطة فيه كما يبدو، إذ ليس هناك أثر واضح لهذه الإصلاحات، ومع هذا ظلت عملية الإصلاح أكثر من عام. وقد انتهت الإصلاحات كما يبدو، ومع هذا ظل مسار شارع الأمير تركي مغلقاً يتم تحويل السيارات العابرة به يميناً وشمالاً، وما زالت كتل الخرسانة في وسط مساري شارع العليا شرقاً وغرباً في وضع بالغ الخطورة على حركة السير.

أما المشهدان اللذان بجوار منزلي فأولهما رصيف طوله ثلاثمئة متر تقريباً هو أعجوبة الأعاجيب، وقد بدأت الشركة المنفذة العمل فيه منذ سبعة أشهر تقريباً، وبدأ ذلك بحضور عمالة يبدو أنهم من ذوي الرواتب الـ (400) ريال، ومعهم آلات بدائية جداً، وبدأوا يحفرون أو على الأصح يعبثون، ثم اختفوا فترة طويلة وحضروا بعد ذلك وواصلوا تهيئة الأرض بأسلوب عبثي. وبعد ذلك أحضروا (صبات) الرصيف الأسمنتية، وبدأوا يصفّونها على الأرض صفاً عجيباً، بعدها جاءت شاحنات بها تراب يبدو أنه من مخلفات الحفريات وبدأت تتخلص من ترابها داخل الفراغ المسور وبطريقة فوضوية، فبعض المناطق يزيد فيها التراب وبعضها ينقص، وأثناء عمليات التفريغ غير المنضبطة هذه كانت بعض صبات الرصيف تميل جهة الشارع أو تخرج من مكانها بسبب ضغط التراب وعدم تثبيتها، ثم قام العمال بعملية تسوية صورية أبقت المسألة على حالها تقريباً فأجزاء بها(صُوَب) تراب عالية وأجزاء ليس بها إلا القليل، وأجزاء ليس بها شيء بالمرة، ثم ذهبوا لحالهم وتركوا الرصيف الأعجوبة هكذا، وما زال كذلك شاهداً على سوء التنفيذ وسوء الإشراف ومؤكداً ربما أموراً أسوأ من هذا.

أما المشهد الثاني المجاور لمنزلي فهو عملية تمديد أنبوب مائي قيل إنه لتغذية الشبكة، وطولها يقارب السبعمئة متر، وقد بدأت الشركة المنفذة للعمل منذ أكثر من ثمانية أشهر أو ربما أكثر من ذلك وما زال غير مكتمل، وقد استخدموا فيه آلات حفر بدائية بطريقة (الدق) فأزعجوا السكان، وقد دفنوا بعض الأجزاء المنتهية بطريقة فوضوية بدائية ومع هذا لم يكملوا الدفن، ووضعوا أسفلتاً بطريقة ارتجالية على التراب غير المرصوص فأصبح مكان الحفر منخفضاً كأنه مجرى سيل، وما زال كذلك يا للعجب!

بصراحة ما أراه حولي يميناً وشمالاً يؤكد تردي أحوال تنفيذ الأرصفة وحفريات المياه وسوء الإشراف، وأرجو أن تكون هناك أمور لم أدركها، ولكون هذا المستوى من التنفيذ والإشراف كما يبدو لي لا يقتصر على تلك الحالات المجاورة لحيي ومنزلي بل هي فيما أظن عامة شاملة، أي تحولت إلى ظاهرة، وليس من السهولة مواجهتها بل يحتاج الأمر إلى همة وعزيمة مسؤول عامل مخلص صارم عازم قادر محب لمدينته ووطنه مثل الأمير سلمان، لذلك توجهت برجائي إليه.

شاكراً لسموه متابعته الدائمة وحرصه الشديد الملحوظ.