يسرني ويسعدني أن أبارك لصاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان تعيينها سفيرة لمقام خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله في واشنطن، هذا التعيين الذي يحمل في طياته عدة رسائل اجتماعية وسياسية ودبلوماسية داخليًا وخارجيا، كما لا يفوتني أن أبارك أيضا هذا التعيين لقيادتنا الحكيمة ولمجتمعنا الكريم الذي يسير بخطى حثيثة نحو الاعتدال.
القارئ الكريم هنا غني عن تذكيري له بإنجازات سمو الأميرة ريما وسيرتها الذاتية الثرية، وردودها القوية في الدفاع عن حق المرأة السعودية من جهة ومواقف الحكومة السعودية من قضايا المرأة من جهة أخرى، ويكفي هنا أن نسترجع سويا أحد ردودها المقنعة جدا حول قضايا المرأة حينما وضحت أننا «في السعودية نتغير من أجلنا نحن، لا من أجل أي أحدٍ آخر أو أي بلد آخر». أتذكر هذا الرد لسمو الأميرة لأنه يعبر عني وعن الكثيرين والكثيرات، ففيه لخصت السبب ووضحت الهدف وخلصت المتوهمين أيا كان توجههم من أوهامهم، فلا متشددي أو متهوري الداخل سيؤخروننا عن تحقيق أهدافنا، ولا المنتقدين في الخارج سيجبروننا على أمرٍ يخالف قيمنا التي يعرفون عنها فقط ما يريدون أن يعرفوه، ويتجاهلون اختلاف القيم والثقافة والإرث الديني والاجتماعي.
إن هذا التعيين رسالة ملهمة وهامة جدا للشابات السعوديات اللواتي يتابعن ما تقوم به سمو الأميرة ريما، كرائدة سعودية جادة، وشخصية عامة ملهمة ومتواضعة ومحبوبة وحقيقية.
وحقيقةً لن أخفي فرحتي النادرة بسماع مصطلح (أول سعودية)، وأنا التي لا يستهويني أفعل التفضيل عادة، لكنه هنا اكتسب قيمة استثنائية وحلّق بجميع السعوديات في آفاق تمكين المرأة السعودية، الذي تعمل عليه حكومتنا الرشيدة بكل جدية، وشعرت بسماعه لأننا تجاوزنا فعلا السقف الزجاجي الذي كان يحدّ طموح السعوديات، أو كما سمته سمو الأميرة ريما في حديث سابق لها «الحاجز الزجاجي».
لقد تجاوزنا الحاجز يا سمو السفيرة، وقريبا بإذن الله لن تكون هناك عوائق بين أي سعودية مؤهلة وبين الوظيفة التي تستحقها وتسعى جاهدة للوصول إليها، سواء أكانت تهدف لتمثيل الوطن أو لتحقيق حلم من أحلام الطفولة أو لتحيا حياةً كريمة.
طالبتُ في مقال سابق على صفحات «الوطن « بفتح الأبواب الأمامية للسيدات المتعلمات الممكنات الواثقات من أنفسهن، لأنهن قادرات بالفعل على قيادة المجتمع في الاتجاه الصحيح، وهذه هي الأبواب تفتح ولله الحمد، وقريبا سنرى سفيرةً أخرى، وسنرى وزيرةً بحقيبة وزارية وقاضية وغيرها من الوظائف الممتازة. سنرى السيدات السعوديات الرائعات في مناصب قيادية ممتازة لأننا جديرات بها مثلنا مثل الرجال، شركاء في الأرض والمصير، نمضي على حدٍ سواء، وطموحنا، كطموح سيدي ولي العهد، عنان السماء.