أكثر من مليوني حاج أدوا مناسك الحج لهذا العام، وقد نجح موسم الحج نجاحا كبيرا، وبذلت قيادة المملكة العربية السعودية جهودا كبيرة ومشكورة لخدمة ضيوف الرحمن، والسهر على حمايتهم ورعايتهم، وتنظيم سير شعائر الحج، وهي الجهود المشكورة التي يقدرها كل مسلم في مختلف أنحاء العالم.
ولا شك أن جهود المملكة في تنظيم وتأمين عملية الحج لأكثر من مليوني حاج كل عام، وتقديم كل الخدمات والرعاية لهم، ليست بالجهود اليسيرة، ولكنها مهام جسيمة وجهود ضخمة تتطلب ترتيبات وإعدادا وفرقا كبيرة جدا، ظلت تعمل لأشهر وفي كل مجال، حتى أدى الحجاج مناسك الحج بسلاسة ويسر وسهولة وأمان.
إن جهود المملكة في رعاية ضيوف الرحمن حجاج بيت الله الحرام، لا تقتصر على المناسك في مكة المكرمة والمدينة المنورة، ولكنها تبدأ من عملية تسجيل الحجاج وترتيب وصولهم إلى المملكة، واستقبالهم في المنافذ والمواقيت، وتقديم الخدمات الصحية لهم، ونقلهم بأكثر من 20 ألفا من الحافلات الراقية المجهزة بأجهزة التكييف ووسائل الراحة، وتستمر هذه الخدمات حتى تأدية الحاج كل شعائر الحج وبالشكل الصحيح، وعودته سالما إلى بلده.
وفي إطار جهود المملكة في خدمة ضيوف الرحمن، أُطلق هذا العام -للمرة الأولى- «هاكاثون الحج»، وهي تجربة جمعت 3000 مبرمج محترف قاموا بابتكار حلول إلكترونية متقدمة لتجاوز عوائق عادة ما يشهدها موسم الحج، وتقديم الخدمات لهم وهو ما أضاف نقلة نوعية في خدمة الحجاج، وبوسائل تقنية ذكية.
لقد بشّر أمير منطقة مكة الأمير خالد الفيصل، بأن المملكة تسعى إلى زيادة أعداد الحجاج في الأعوام القادمة إلى 5 ملايين حاج، وهو ما يعني مضاعفة هذه الجهود وزيادة الأعباء والمسؤولية، ولكن قيادة المملكة على قدر هذه المسؤولية وأهل لها، وستقوم بها وتنجح فيها.
ومن أبرز ملامح النجاح الكبير لموسم الحج هذا العام، عدم تسجيل أي حوادث تدافع أو حريق أو أي شيء من هذا القبيل، بعد أن تفرغ للمهام الأمنية 13000 رجل أمن و18000 رجل دفاع مدني، ومن المعلوم أن هذه الخدمات والجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية لإنجاح موسم الحج، لا تقتصر على نقل الحجاج وترتيب وتنظيم عملية الحج، بل تشمل جانبا مهما وهو تأمين الحجاج خلال أداء مناسك الحج، والتصدي للمؤامرات التي تدبرها بعض الدول التي تحاول استهداف ضيوف الرحمن، وتخريب موسم الحج ، أو تهريب الممنوعات، أو تسييس الحج ومحاولة تدويل قضية الحج، وغيرها من المحاولات التخريبية التي تقوم بها بعض الجهات المأزومة، التي تحاول استهداف ضيوف الرحمن في البلد المقدس، دون أي وازع إيماني أو ضمير إنساني.
ولا شك أن هذه الجهود العظيمة التي تبذلها القيادة السعودية لخدمة ضيوف الرحمن، كانت وما زالت وستظل محل إجلال وتقدير كل الشعوب العربية والمسلمة للمملكة قيادة وشعبا.
فمبارك للقيادة الحكيمة الخيّرة، لقيادة المملكة العربية السعودية، وللشعب السعودي الكريم هذا التشريف الرباني بخدمة ضيوف الرحمن، وخدمة الحرمين الشريفين، ونعم الشرف الذي لا يدانيه شرف، وهذا فضل الله الذي آتاه لمن هم أهل له.