المشهد الرياضي خلال الأشهر القليلة الماضية -بعد تولي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل مهام إدارة الهيئة العامة للرياضة، وأخيرا رئيسا للّجنة الأولمبية- يلمس أن هذا الرجل حضر بشخصية مختلفة في طريقة صياغة العمل، والسعي إلى وضعه على مرافئ الأمان، بعيدا عن أمواج الأخطاء.
ولعل السرعة التي عالج بها أرضية الملاعب الرياضية، بوقوفه عن كثب على مثالب المشكلة، حتى طوى تلك الصفحة التي عانينا منها لأشهُرٍ خلت، وعاقب المتسبب، فضلا عن حرصه على دعم وتربيط اتحاد القدم الذي يعدّ إحدى الركائز في رياضتنا العزيزة، ودعّمَ رجالاته وناصرهم، وفي الوقت ذاته كشف المعوقات التي تحتاج إلى العلاج.
ولعل الشفافية التي يسلكها الأمير عبدالعزيز في التعامل مع الواقع الرياضي المليء بالمعوقات والاختلافات والشحن، طريقٌ لجني المكتسبات، لأن الهدف الإصلاح، بعيدا عن أي اعتبارات أخرى.
رئيس الهيئة لم يغفل لملمة أصوات رؤساء الأندية في دائرة واحدة، والاستماع إليهم، للوصول إلى كلمةٍ سواء، فضلا عن دعم الاتحادات الرياضية والتشاور بشكلٍ مستمر مع وكلاء الهيئة لرسم الخطوط المستقبلية، التي تخدم قالب العمل. ولعل الأكثر تفاعلا في المشهد الرياضي، قرارُ تعيين رئيس لجنة الحكام من كادر وطني خلفا للإنجليزي «كلاتنبيرج»، والأهمية التي لبسها القرار باعتبار التحكيم مفصلا مهما في المعادلة الرياضية.
ولا شك أن الأصوات المناوئة التي كانت تعتلي الساحة انخفض ضجيجها. أسماء دخلت لجان اتحاد القدم، وأخرى ابتعدت، والحراك ما زال مستمرا.
ولا شك أن مثل تلك الأجواء تحتاج إلى تضافر الجهود بين الهيئة واللجنة الأولمبية واتحاد القدم، فهذا المثلث قادر على سلخ ما يؤثر على عجلة النجاح، والدفع بالمعطيات إلى ساحات متقدمة، والأمل كبير في تجاوز كل العثرات في ظل وجود شخصية متوازنة بحجم الأمير عبدالعزيز، الذي بمقدوره تحقيق أفضل المكتسبات، فقط يحتاج إلى الدعم من جميع الأصعدة، وتحديدا رجالات الإعلام. وما أرمي إليه هو الطرح المفيد، البعيد عما يخدش روح التنافس، خاصة أن الدائرة الإعلامية أصبح لها اتحاد مستقل يقوده كادر متمرس، والمتمثل في الدكتور رجاءالله السلمي، المدرك بكل الدهاليز، عطفا على تجربته العلمية والعملية.
والقادم يحمل في طيّاته أرتالا من الغيوم الملبدة، تحتاج إلى الهدوء الإيجابي. والأماني أن تمطر تلك الغيمة على أرض رحبة، كي ننعم برياضة وارفة تحقق الطموحات المنشودة.