عمر العمري
لم تدخر المملكة العربية السعودية يوما من الأيام، ولن تدخر جهدا أو وسعا لخدمة حجاج بيت الله الحرام، وستقدم دائما ما يجب عليها من خدمات أو وسائل من شأنها تسهل وتيسر لكل قاصدي البيت الحرام لأداء فريضة الحج، وإتمام مناسكهم، وناظر بعين العدل والإنصاف وهو يرى هذه المشروعات العملاقة، من توسعة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وانتشار النهضة العمرانية والخدمات المتطورة، وما يتبعها من أعمال تنموية، وما يحيط بها من ساحات أو مناطق مساندة، كل ذلك لينعم الحاج وقاصدوه بأعلى درجات العناية والرفاهية، ولتسيير أعمال الحج وفق المخطط له بانسيابية عالية. فمن يقصد المملكة سيلاحظ في كل مرة تجديدا وتميزا في الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين والزوار، فالجهود الكبيرة التي تقوم بها الحكومة السعودية لراحة وخدمة ضيوف الرحمن، تشهد تطورا كبيرا عاما بعد عام.
إن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- تبذل جهودا كبيرة من كل الأجهزة المعنية والجهات ذات العلاقة بشؤون الحج والحجيج، التي سخّرت وتسخّر كل إمكاناتها وطاقاتها البشرية والمادية، منذ وقت مبكر، في التجهيزات والإعدادات، وفق خطط زمنية محكمة ومدروسة، لتسيير أعمال الحج وخدمة ضيوف الرحمن الذين يفدون إليها من كل حدب وصوب، ولم تتوان المملكة في أي أمر من الأمور -كبر أو صغر- إلا بذلته في سبيل تذليل الصعاب أمام حجاج بيت الله الحرام، حرصا على تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، ليؤدوا فريضة الحج ومناسك العمرة بيسر وسهولة.
وقد أشاد حجاج بيت الله الحرام بالجهود المخلصة التي تبذلها حكومة المملكة العربية السعودية، خدمة لأطهر بقاع الأرض، ولاستشعارها -حكومة وشعبا- شرف وجودها والقيام عليها خلال وضع كل استعداداتها وطاقاتها البشرية والخدمية، لإنجاح حج هذا العام ومرونة تنقلات هذه الجموع الغفيرة من الحجيج بين المشاعر المقدسة، كما أعربت وسائل الإعلام الإسلامية والعالمية، عن تقديرها لتلك الجهود الجبارة التي تهيئ المناخات المناسبة لهذه الأعداد الهائلة من المسلمين، والذين يتجمعون من كل أنحاء العالم في بقعة واحدة ومشعر مقدس واحد، سائلين الله لحجاج بيته أن يتقبل دعاءهم ومناسكهم، وأن تتحقق لهم التوبة والغفران.
إن ما يشعر به الحاج من طمأنينة وسكينة وراحة بال، وما يعينهم من إقبال على العبادات بروحانية وأداء لمناسكهم في أجواء إيمانية، من أهم ما تسعى إليه المملكة لتحقيقه في إطار سلامة وأمن حجاج بيت الله الحرام، وذلك لا يتحقق لولا الجهود الكبيرة والعظيمة التي تبذلها وتتخذها الأجهزة الأمنية بكل قطاعاتها برفع الاستعدادية والجاهزية إلى أعلى مستوياتها، ووضع خطط عمل متكاملة لجميع المنافذ البرية والبحرية والجوية، وتجنيد كل طاقاتها لتسهيل دخولهم بأسرع وقت ممكن، وكذلك مغادرتهم بعد أداء فريضة الحج، وتدعيم كل المشاعر المقدسة بالأعداد المناسبة من رجال أمننا البواسل لتغطية كل احتياجات الحجيج، وتوفير أقصى أسباب الراحة واليسر لهم، وإحاطتهم بكل أسباب الأمان والأمن، وتهيئة الظروف البيئية الآمنة والمناسبة لأداء مناسكهم على الوجه الأكمل، وحماية لأرواحهم وأموالهم، وتأمين الرعاية الطبية لهم، وتيسير تنقلاتهم واتصالاتهم وتواصلهم مع الآخرين في داخل وخارج المملكة.
وبلا شك، فالجميع يستشعر ويدرك عظم الموقف، وهو على هذه الأرض المضيئة بنور القرآن، المضمخة بشرف الرسالة وعمق الإيمان، تتلاحق الإمكانات ويتواصل العطاء ويستقر في ذهن الأجيال القادمة أننا نصنع الحدث عن إيمان بما نفعل، ونؤكد أننا نستلهم في كل موقف قدرنا الذي اختاره الله لنا، ودورنا الذي حملنا مسؤولية أدائه، ونقيم الإنجاز شامخا عن قناعة، لأن رسالتنا مسؤولية حماية المقدسات، وتوسعة الحرمين وتطوير خدمات المدينتين المقدستين، قضية وجود يتوالى بالبذل والشعور بشرف الخدمة وقدسية المكان والزمان، وما يحدث اليوم على أرض الواقع من توسعة للحرمين المكي والمدني ومن تطوير لهما، وما يُرصد الآن من ملايين الحجيج والزوار هو تحقيق لدور القيادة الرشيدة التي تسهر على أمان وطمأنينة ضيوفهما وزوارهما، وإدراكا ووعيا لحجم المجاميع البشرية المسلمة التي تتلقى العناية والرعاية في مواسم العام كله، وفي موسم الحج بالذات.