ما إن تصل حدود صعيد عرفات، حتى ترى الشباب السعودي يتسابق لتوزيع المياه مجاناً، وعند وصولك المشاعر المقدسة يلفت انتباهك كثرة المركبات المحملة بالمياه والعصائر والألبان، وأخرى محملة بالفواكه والحلويات، وتتفاجأ أنها ليست للبيع، وإنما لتوزيعها مجانا على ضيوف الرحمن.
«الوطن» التقت خلال جولتها أمس في مشعر عرفة محمد الغبان الذي ذكر أنه يقوم بشراء وتوزيع الوجبات كل عام على الحجاج، حيث يتفق مع أحد المطابخ على تجهيز كميات كبيرة من كبسة الدجاج واللحم، ثم يوصلها بعربات خاصة إلى مشعر عرفات، ويقوم بتوزيعها بنفسه، ومعه مجموعة من فاعلي الخير، وقال «عدد كبير من رجال الأعمال من كافة أنحاء المملكة يتعاقدون مبكرا مع شاحنات محملة بالأطعمة، بهدف توزيعها على الحجاج مجانا».
وأوضح أن البعض منهم يذهب للمطاعم، ويحجز كميات كبيرة من الأغنام، بهدف ذبحها وتوزيع لحومها مع الأرز في أدوات حافظة وصالحة للأكل.
فضل الخدمة
ذكر الشاب فهد السهلي أنه جاء بهدف خدمة ضيوف الرحمن وفضل توزيع المياه على الحجاج، موضحاً أنه يتحمل عناء التعب والمشقة بحثاً عن الأجر من الله، مشيراً إلى أنه عندما يأتي حاج منهك يبحث عن الماء ويقوم بالسقيا فهذه اللحظة تعدل عنده أموال الدنيا.
وختم «نتشرف بخدمة ضيوف الرحمن، فنبذل الأموال ونبتعد عن الأهل والأصدقاء ونتحمل العناء والمشقة طمعا بالأجر والمثوبة».
سعيد اليوسف الذي رصدته «الوطن» وهو واقف تحت أشعة الشمس يوزع المياه على الحجاج، وفي يده مظلة يحتمي بها من حرارة الجو، بينما يوزع باليد الأخرى المياه على ضيوف الرحمن. ذكر أنه يشعر بالسعادة البالغة عندما يقوم بتوزيع الوجبات على الحجاج، قائلا «هؤلاء ضيوف الرحمن، ومن ثقافتنا الدينية أن إكرام الضيف واجب، فكيف بضيوف الرحمن الذين اختص الله هذه البلاد المباركة بخدمتهم»، موضحاً أنه اعتاد كل عام الوقوف مع الحجاج في هذا اليوم المبارك، حرصا على فضل الزمان والمكان، وفضل صدقة الماء.