بعد ثمانية أشهر عصيبة أعلن الرئيس سعد الحريري تشكيل حكومته العتيدة لينطلق بلبنان نحو مستقبل يأمل الجميع أن يحمل الخير والسلام للبنان وشعبه، وحسن العلاقات مع الأشقاء في الدول العربية، وبالتحديد المملكة العربية السعودية التي كان وما زال لها كل الفضل في دعم استقرار وإعمار لبنان، وإخراجه من حربه الأهلية باتفاق تاريخي هو اتفاق الطائف.
لبنان الذي يتكئ اليوم على سعد الحريري ويحلم بالعودة إلى المسار الصحيح، بعيدا عن الخلافات والنزاعات والحروب الإقليمية، بحاجة إلى كل الدعم الممكن من الداخل والخارج، وهو بحاجة إلى من يعطيه فرصة ولو كانت بسيطة، ليصحح مسار سنوات من الفرص المهدرة على بوابات الشام وصنعاء، بسبب إرهاب متنقل قاده حزب الله الإرهابي وقيادته العميلة لإيران على حساب وطنها ودولنا العربية.
لبنان الذي شعر بغياب الأشقاء فتحول إلى أرض منسية لا يزورها من كان يراها قبلة سياحية واقتصادية، فكان الأمل اليوم أكبر بدولة الرئيس سعد الحريري ليعيد بناء ما هدمه حزب الله وحلفاؤه عبر وضع الـ10452 كلم2 على خارطة العالم من جديد حليفا للسلام وللأمن، والنأي الحقيقي بالنفس بحكمة وقوة سعد الحريري، الذي قال لحزب الله وحلفائه إنه لن يسمح بعد اليوم بالتدخل في شؤون الدول العربية، وبالأخص الخليجية منها، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية صاحبة الفضل الكبير على بلد الأرز في إعادة إعماره وتشغيل أبنائه، والاستثمار فيه ودعم مصرفه المركزي وقواه الأمنية والعسكرية، حفاظا عليه وعلى سيادته واستقلاله.
اليوم أنظر إلى لبنان وأرى مستقبلا مشرقا يقوده سعد الحريري قبطانا لسفينة يحاول البعض نخرها وإغراقها تنفيذا لمشاريع تخدم إيران وحلفاءها، إلا أن الثقة الكبيرة بالقبطان الذي ورث السياسة من رجل حكيم اسمه رفيق الحريري الشجاع الذي لم يستسلم للتهديدات ولا للضغوط الخارجية، بل وقف بوجهها وضحى بنفسه ليرتقي شهيدا على أرض عاصمة أحبها وأحبته هي بيروت، التي اشتاقت للرياض وجدة والطائف وأهلها الذين لهم في كل حي وقرية وبلدة لبنانية ذكرى جميلة في صيف طويل أو شتاء أبيض كقلوبهم النقية التي ساندت لبنان دون قيد أو شرط، ولم تميز في دعمها بين مسلم ومسيحي، سني وشيعي ودرزي، بل كانت دائما تقدم للبنان، كل لبنان دون استثناء.
اليوم أجدد دعوتي لكم لدعم سعد رفيق الحريري في مهمته وتطبيق ما جاء في كلمته «إلى العمل» قولا وفعلا، دون وضع العراقيل أمامه من أي حزب لبناني، إذا كان البحث الحاد عن مستقبل للبنانيين قائما بالنسبة لهم كما هو الحال بالنسبة لسعد وحكومته ومشروعه الذي لم ولن يختلف عن مشروع والده الشهيد رفيق الحريري.
اليوم أشعر أكثر من أي وقت مضى بأنني اشتقت لسعد الحريري الشاب الطموح والحالم بنقل وطنه من ضفة إلى أخرى، وإنعاش اقتصاده ودعم استقراره وتنمية موارده، وتحسين ظروف شعبه مهما كانت الكلفة والعمل والجهد المطلوب، باختصار.. اليوم كلنا سعد الحريري.