من ضمن المقاطع التي انتشرت أخيرا على وسائل التواصل الاجتماعي، مقطع الهجوم الذي تعرضت له قيادات عسكرية في قاعدة العند اليمنية. التقارير الصحفية أشارت إلى أنه تم بطائرة درونز تم تجهيزها لهذا الغرض. ودون أي مسببات، لا أعلم لماذا ربط عقلي ما بين عمليات التشغيل والاستفادة من هذه الطائرة، وما بين عمليات التشغيل الإدارية التي تقدمها الإدارة المحلية للمستفيدين.
بحثت عن أبرز مزايا طائرات الدرون، فوجدت أن من أهم مزاياها كما أشارت إليه أحد التقارير:
القدرة على توفير كثير من التكاليف التشغيلية التي تتطلبها الطائرات الأخرى.
القدرة الكبيرة على تقليل المخاطر البشرية والتكنولوجية في حال كان التصوير يشمل مواقع الصراعات المسلحة.
السهولة المتناهية والمرونة العالية في عملية الانطلاق والتحكم بها من مركز السيطرة.
باستطاعتها الوصول للأماكن الصعبة والضيقة.
التحليق على مستويات متدنية من الأرض وفي كافة الظروف المناخية.
يقول الدكتور هاني خاشقجي (التنظيم المحلي في المملكة العربية السعودية شهد في السنوات الأخيرة نقلة نوعية تمثلت في حرص الحكومة على منح الأجهزة والهيئات المحلية مزيدا من السلطات والصلاحيات لتباشر مهامها بذاتها دون الرجوع إلى الأجهزة المركزية، في إطار نظام رقابي يضمن المشروعية والفعالية في أداء الأجهزة المحلية).
مع كل الشكر والتقدير والامتنان للقائمين على أعمال الإدارة المحلية من محافظين ورؤساء بلديات، إلا أن المطلوب والمتأمل منهم، بوجهة نظري، أكبر مما يتم تقديمه. باعتقادي أن الإدارة المحلية لدينا يتوجب عليها أن تأخذ بمفاهيم طائرات الدرونز، ثم تحاول أن تحورها وتوائمها على أعمالها وخدماتها المتعددة والمتنوعة لتصبح ثقافة تنظيمية متغلغلة في الجذور والأعماق التنظيمية.
وفي ظل الخطة الإستراتيجية الكبرى التي تعمل المملكة عليها، سوف أضع عددا من الأفكار التي من الممكن أن تؤخذ بعين الاعتبار للعاملين في هذا القطاع الحيوي المهم:
على القائمين على أعمال المحليات تطوير الأساليب حول توفير التكاليف المالية التي تهدر بشكل دائم ومستمر، والتي تذهب في أعمال متكررة مثل زفلتة الشوارع وترصيف الطرقات مرة خلف الأخرى.
القدرة على ابتكار الحلول الإبداعية التي تسهم في تقليل المخاطر المتوقعة على المواطنين والمقيمين، سواء مرورية كانت أم بيئية أم اجتماعية.
من المهم أن تكون أعمال الإدارة المحلية عدسة تصوير متميزة مرتبطة مباشرة ببرنامج جودة الحياة 2020 (والذي يعنى بتحسين نمط حياة الأفراد والأسر وبناء مجتمع ينعم أفراده بأسلوب حياة متوازن).
يجب على مسؤول الإدارة المحلية أن يستشعر أهميته ومكانته الوظيفية والاعتبارية، وأن يدرك أن المرونة والسهولة في التنقل والوقوف بشكل مباشر على المشكلات الحاصلة في منطقته، لها أثر اتصالاتي مهم جدا بالمسؤولين الأعلى منه، مما يجعل الموقف الإشكالي أجلى صورة لديهم، وبالتالي سيسهم في الحد من التفاقمات المتوقعة.
عليه أيضا أن يدرك أنه مسؤول عن كل شبر في مساحة محافظته الجغرافية، ولذلك يتوجب عليه أن يسهم في رفع جودة الخدمات التي يقدمها المسؤولون في محيط دائرته.
من المهم أن يكون متواصلا وبشكل دائم مع المواطنين والمقيمين وفي كل أماكنهم، مهما كانت صعبة التضاريس وضيقة الدروب.
يتوجب على الإداري المحلي أن يكون قادرا على الوصول بعلاقاته الشخصية، للتأثير الإيجابي في المواقف الإدارية المتنوعة والمتغيرة في الجهات الحكومية بما لا يخالف الأنظمة والنصوص القانونية، مهما كانت الظروف المناخية الداخلية التي تمر بها تلك المنظمات.
أخيرا، إذا كنت عزيزي القارئ من العاملين في قطاعات الإدارة المحلية بالمملكة، محافظا كنت أو رئيسا لبلدية أو مهما كانت مكانتك الوظيفية، فإنني أدعوك لقراءة الكتاب الذي قصصت عددا من سطوره في مقالي أعلاه. (الإدارة المحلية في المملكة العربية السعودية: المفاهيم – الأسس- التطبيقات).