من أصعب الواجبات المطلوب من المديرين والتنفيذيين في الشركات القيام بها، هو إيجاد طرق لجعل الموظفين يتفاعلون مع عملهم.
وقد كشف تقرير مؤسسة جالوب عن حالة مكان العمل، أن 13% فقط من الناس حول العالم يشعرون بالتفاعل.
يحاول كثير من الشركات دفع الموظف إلى توظيف كل إمكاناته خلال تقديم أطعمة مجانية، أو تنظيم نشاطات اجتماعية مسلية، لكن ليز وايزمان مؤلفة كتاب المُضاعِفون: كيف يجعل أفضل القادة الجميع حولهم أذكى، ترى أن هناك طريقة قد لا تبدو واضحة للجميع تجعل الموظفين يتفاعلون، وهي: جعلهم يقومون بشيء بصعب.
في مقالة نشرت في موقع هارفارد بزنس ريفيو، تستشهد وايزمان بمسح قامت به جمعية إدارة الموارد البشرية، وجدت أن أكثر البواعث على الرضا في العمل هو «وجود فرصة لاستخدام المهارات والإمكانات»، وترى وايزمان أن الموظفين لا يريدون فقط استخدام مهاراتهم في العمل، ولكنهم يريدون أيضا خوض تحدٍ وتوسعة مهاراتهم.
بينما كانت وايزمان تجري بحوثا لكتابها المستجد الذكي، أجرت استبيانا شمل 10 آلاف شخص من صناعات مختلفة، ووجدت أن هناك علاقة قوية بين من يشعرون بوجود تحدٍ لهم في عملهم، وبين من يشعرون بالرضا.
كذلك اكتشف الاستبيان أن الناس كانوا عادة مستعدين لخوض تحدٍ جديد بعد مرور مدة قصيرة على آخر تحدٍ لهم، وهذا يضع عبئا على المديرين لمعرفة متى يكون موظفوهم في حاجة إلى تحدٍ جديد قبل أن يبدأ شعور الملل، وعدم التفاعل يتمكّن منهم.
عليك كقائد أن تبقى متيقظا دائما للإشارات التالية، لتحدد فيما إذا كان موظفوك مستعدين للعمل على تحديات جديدة: كل شيء يمضي بسلاسة في العمل منذ فترة لا بأس بها، عندما تواجههم مشكلة يجدون حلا لها بسهولة، يحاولون حل مشكلات أقسام أخرى في الشركة، أصبحوا مؤخرا سلبيين بشكل لا تفسير منطقي له. إذا وجدت موظفا يوافق هذا الوصف، قد يعني هذا أن الوقت قد حان لتوكل إليه تحديّا جديدا.
حالما تستشعر حاجة لهذا، تقترح وايزمان 3 أفكار لجعل موظفيك يشعرون بأنه يخوض تحدٍ:
أعطهم مهمات صعبة وأكثر تعقيدا، لكن لا تطلب منهم أن يبتعدوا عن عملهم الحالي، بل وسّع مجال ما يعملون عليه حاليا.
اُدعُهم إلى العمل على شيء غير مألوف لهم، شيءٍ خارج مجال خبرتهم المعتادة. اجعلهم يتعلمون بينما يعملون على المهمة ليصبحوا أكثر ارتياحا في المشروع الجديد، ويتقنوا مهارات جديدة.
اجعلهم يطبقون معرفتهم على مشكلة جديدة. تعطي وايزمان مثالا بجعل عالم في شركة أدوية ينتقل من مجال علم الخلايا إلى مجال علم الأورام.
الأساس في الموضوع هو ألا تقوم بإجهاد موظفيك إلى حد بعيد. لكن إن تمكنت من خلق التوازن المطلوب، ستراهم -بلا شك- يصبحون أكثر رضا بعملهم.
«صحيح أنه من المهم أن يتمكّن موظفوك من التوقف قليلا لالتقاط أنفاسهم أو للاحتفال بنجاحاتهم، ولكنهم مع هذا قد يكونون مستعدين أيضا لمواجهة التحدي التالي في وقت أقصر مما تتوقع «تكتب وايزمان»، الزيادات في الرواتب، والمكافآت والترقيات أمور محدودة. أما إعطاء الموظفين تحديات جدية، من النوع الذي يجعلهم ينقضّون برغبة عالية عليها، فلا حدود لها».
ريبيكا بيرسون
* رئيسة تحرير
* موقع Inc.ocm