هناك أربعة مؤشرات على أن الوقت قد حان للتخطيط لإستراتيجية الخروج لشركتك أو (خروجك أنت شخصيا).

ها قد أتى وقت يجب فيه على المالك الخروج. يكون هذا عادة نتيجة للإستراتيجية التي تتبعها الشركة، وفي بعض الأحيان بسبب تقييدات يفرضها نموذج عمل الشركة، والخروج في هذه الحالة قد يتخذ شكل بيع الشركة، أو تحويل ملكيتها، أو في بعض الحالات الأسوأ حلّ الشركة نهائيا.

كتنفيذي في الشركة أو مالك أو رئيس لها، من الصعب عليك تحديد الوقت الصحيح والدقيق للمغادرة. وأتمنى في هذا المقال أن أستطيع تنويرك ببعض الإشارات التي تعني أن الوقت قد حان لوضع إستراتيجية الخروج، سواء كان ذلك يعني بيع الشركة أو تسليم مفاتيحها لشخص آخر.



1. 4 أو 5 أدوية مختلفة

دواء للقلق، ودواء للاكتئاب، ودواء للتركيز أنا فقط أمازحك هنا، لكن النقطة التي أحاول قولها جادة جدا، يصل كثير من رواد الأعمال إلى مرحلة يصبحون ببساطة غير قادرين على إدارة عملهم أكثر من ذلك. من خلال خبرتي في العمل مع مالكي أعمال آخرين، يعود السبب في قلة الاستمتاع بالعمل عادة إلى الاضطرار للتعامل مع قضايا شخصية، الموارد البشرية، التوظيف، الطرد، التأديب، إلى آخره. لا شك أنه بينما تكبر شركتك الناشئة تبدأ مشاكل التأسيس هذه (مثل مشاكل المالية والرواتب) بالاختفاء، مع أنها مشاكل يراها كثير من رواد الأعمال ممتعة، وتحل مكانها مشاكل أصغر ولكن أقل متعة وأكثر تحديا مثل التعامل مع العاملين والأمور الإدارية. وهذا أمر يتطلب من كثير من رواد الأعمال عقلية جدية وتعديلا في المزاج. إذا كانت هذه المشاكل تستهلك من شخصيتك كثيرا قد يعني ذلك أن عليك التخطيط لإستراتيجيتك للمغادرة. إن لم يكن على صعيد الشركة كلها فربما مغادرتك أنت فقط. سيلاحظ طبيبك الفرق فورا.



2. نمو الشركة إلى ما يفوق مهاراتك

هذه النقطة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالنقطة الأولى. في كثير من الأوقات ستجد كمؤسس ورئيس للشركة أنك ستصبح من أصول الشركة الأقل أهمية، بينما تبدأ شركتك تكبر. لا شك أنها حقيقة من الصعب جدا تقبّلها، لكن أفضل الرياديين هم من يصارحون أنفسهم حول هذا الموضوع. مثلا، كثير من رواد الأعمال يكونون في الأساس رجال مبيعات رائعين. حالما تصبح قيمة مبيعات الشركات فوق 5 ملايين دولار أو 10 ملايين دولار من الإيرادات السنوية (تبعا لنموذج عمل الشركة)، ستتطلب الشركة وجود قيادة في مجالات أخرى. آمل أن تكون لديك الرؤية لتمييز هذه النقطة من دورة حياة الشركة، وأن يكون لديك التواضع اللازم للتصرف حيال الأمر.

 

3. السوق يتحرك ضدك

لو لاحظت أن هناك توجها كبيرا يلوح في الأفق ويهدد بتهميش شركتك أو إخراجها من السوق، يكون هذا هو الوقت للتحضير لخطة الخروج. وواضح أيضا، تماما كما في حالة نمو الشركة بشكل يفوق مهاراتك، أن هذه أيضا حقيقة مرّة من الصعب تقبلها. بالنظر إلى المسارات التقنية الحالية التي يتحرك نحوها مجتمعنا، يمكنني القول إنه لا يوجد عمل في مأمن. لو كنت فندقا صغيرا كان سيقلقني سطوع نجم Airbnb، ولو كنت شركة سيارات أجرة في مدينة كبيرة، لكان ظهور Uber سيبقيني مستيقظا طول الليل. لو كنت تعمل في مجال التجزئة أو أي مجال تبيع فيه للمستهلك، لعلك بدأت تعاني كثيرا هذه الأيام. عليك إبقاء عينيك مفتوحتين لما يجري حولك من توجهات. وحتى لو كنت محظوظا بما فيها الكفاية لتمييز الموجة القادمة، قد لا يكون بإمكانك على أي حال فعل كثير حيالها.



4. فرصة مغرية تظهر لك

يمكن لخطط الخروج أن تولد من أسباب إيجابية أيضا وليس دوما من أسباب محبطة. فقد تضع أحيانا خطة للخروج لأن عرضا مغريا يظهر لك. الأمر هنا هو الوجه الآخر للنقطة 3: السوق مليء بالفرص المغرية لك، لِمَ لا تختار بيع شركتك. مثلا، إن كنت لا تزال شابا، ولديك موقع للتواصل الاجتماعي يجد صعوبة في تحقيق الربح بينما يقف فيسبوك على بابه يهدده، فأنا أنصحك بأن تقبل عرض البيع. ومثل كل النقاط السابقة هناك حاجة لجرعة قوية من الواقعية والتواضع هنا. قد لا تكون شركتك من شركات المليارات، لكن حصولك على بضعة ملايين أمر يستحق النظر فيه، خاصة عندما تكون السوق في مصلحة البائع.

 


بريان هاميلتون

* الرئيس التنفيذي لشركة Sageworks

* موقع inc.com