كانت الكتابة قبل سنوات تنفيسا عن الكبت المجتمعي الذي انجلى الكثير منه الآن، بل وسيلة للحديث عن رأي خاص من المرأة عن فكرها وإرادتها بشكل منمق. نجد أن الذات والمجتمع يقيدان المرأة بقيود وهمية ثقيلة على النفس تقف حائلا دون التقدم في الأدب والتوسع والتدوين والنشر، وكلها تعبث في روح الكاتبة فقط، الكثيرات وصلن للإبداع ولكن كل ذلك دون التقدم خطوة كبرى حينها.

 إذاً كانت هناك مشكلة حقيقية هي الخوف من الواقع رغم الكتابة الجيدة التي تختبئ خلف اسم مستعار.

اليوم وقد تبددت أغلب القيود المجتمعية، وأصبح من السهل الكتابة دون تزمت أسري يمنع ذلك بل بفرح مختلف تماماً عما قبل..

وبدأت الآن الكتابة تسيطر كحالة على الجميع، ولكن تبقى هناك مشكلات تفرضها الحياة! فالمسؤولية الاجتماعية الملقاة على المرأة تعرقل مشوارها العملي والأدبي خاصة، نبدأ من المهنة إلى اهتمامها بالأسرة والزواج والحمل والتربية، كل هذه الأسباب تأخذ من وقتها كثيرًا فهي التزامات مفروضة من قبل الحياة، ولذلك تتأخر المرأة أدبيًا في ظل الالتزام بكل فروضها، وتعتبر هذه المشكلة عالمية ومؤثرة بشكل كبير جدًا، ونجد كثيرا من النساء يخترن بين هذه الفروض وبين الإنجاز العملي والأدبي والتفوق الذاتي، فالأديبة لا تملك عند الكتابة إلا الحرف وأداة الكتابة والوقت، فإن خسرت الوقت خسرت وخسرنا الأدب والحرف المنشود من قلمها، ومن المؤكد أن كل مشكلة لها أكثر من حل وهنا الحل يعتمد على الأسرة وتكاتفها ودعمها، والعناية المثلى بالكاتبة وإهدائها الوقت لتنجز أكثر، والأديبة أيضا تستطيع سرقة الوقت من العالم لتمتعنا وتهدينا نهرًا تلبسه لجزء من الصحراء في بلادنا، وتمنحنا غيمة مثقلة بالمطر تراقص أوجه المارة، إن الأديبة حينما تتمتع بالوقت وبدون دعم ستبدع وتبدع وتبدع، وبالدعم ستبدع أكثر، وكل نساء العالم العربي والغربي تكمن معاناتهن في تحملهن مسؤولية اجتماعية قد تسلب الوقت، ولا تجعل لهن متنفسا للإبداع، في الأدب خصوصًا وفي كل مجال إبداعي عامةً.