عاد التفاؤل إلى لبنان، خلال الأيام القليلة الماضية بقرب تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة سعد الحريري، سيما بعيد لقاء رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل بالحريري، أول من أمس، حيث تم الاتفاق على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وقال مراقبون إلى «الوطن» إن الحريري يواصل اتصالاته بعد التركيز على أهمية أخذ معايير عادلة في التشكيلة المقترحة والالتزام بها، وأن الاتفاق بين الفريقين مستمر والتسوية الرئاسية متواصلة خلافا لما يشاع، مشيرين إلى أن الاتفاق جاء في وقت يعيش فيه حزب الله ارتباكا واضحا

نتيجة ضغوط إقليمية ودولية بعد تنفيذ العقوبات الأميركية على إيران، الأمر الذي يجعله ينأى بنفسه عن عرقلة تشكيل الحكومة أو تسعير الخلاف السني ــ الشيعي في لبنان.



 التأقلم في دور لبناني

 قال الكاتب السياسي والمحلل إيلي الحاج، إن حزب الله يحتاج لمواجهة المرحلة المقبلة وصعوباتها، من خلال تشكيل حكومة في لبنان، كون ذلك أفضل له من إبقاء الفراغ بالنسبة له، خصوصا وأنه يعد نفسه للتأقلم في دور لبناني»، موضحا أن الحزب طلب من كل الأطراف تسهيل مهمة الحريري في التشكيل، لا سيما التيار الوطني الحر الذي كان هدد بالنزول إلى الشارع للضغط على الحريري.

وأشار الحاج إلى أن عملية الحلحلة جاءت أيضا نتيجة مطالبة القوى السياسية بألا ينال أحد من الفرقاء مطالبة كاملة، ودعوة كل فريق إلى تقديم تنازلات في الحصص والاحجام. وأضاف «إن الحديث يدور حاليا عن أن تكون الحصص الوزارية 10 للتيار الحر وعون، و9 لفريق المستقبل ـــ القوات مع جنبلاط يصبحون 12 و6 لفريق أمل ـــ حزب الله، أي حكومة ثلاثينية».

عهد عون

وعن الأسباب التي دفعت للتسهيل قال الحاج: «إن أي تأخير بعد في تشكيل الحكومة يضر بعهد عون الذي بدأ منذ سنة ونصف» لافتا إلى أن عون يعتبر هذه الحكومة التي سيشكلها الحريري هي حكومة عهده الأولى، كما أن حزب الله ليس بوارد النزول إلى الشارع عسكريا وأمنيا لإسقاط تكليف الحريري»، مشددا على أن تشكيل الحكومة «لا يعني أن معاناة اللبنانيين سيوضع لها حد مع المحاصصات والصفقات وستكون الحلحلة مؤقتة خصوصا وأن الأزمات متراكمة يصعب حلحلتها بتوزيع الحصص».

 


أسباب تفاؤل اللبنانيين


تحجيم دور إيران بعد العقوبات الأميركية





الضغوط الإقليمية والدولية التي يتعرض لها حزب الله


عجز الحزب عن تحريك الشارع وإشعال الخلافات بين السنة والشيعة


إقناع القوى السياسية بتقديم تنازلات فيما يتعلق بالمحاصصة


الحاجة إلى إنهاء معاناة اللبنانيين نتيجة تأثر الخدمات بسبب الخلافات السياسية