بعد 5 أيام تنطلق نهائيات الأمم الآسيوية في قطر، ويدخل منتخبنا البطولة بالاسم والتاريخ أكثر من الحضور الفني، خاصة وأن الترتيب العالمي له في المركز 81 دولياً كشف عن التراجع الكبير للكرة السعودية في العقد الأخير، وأن كل الإحصاءات التي سبقت ذلك والخاصة بحصول الدوري السعودي على المركز 16 بين المسابقات العالمية واختيار الهلال السعودي نادياً للقرن في آسيا، هي من قبيل الضحك على الذقون ومحض وهم وادعاء، أي غير مستندة لصفة رسمية وحقيقية كما هو تصنيف فيفا بخصوص المنتخبات، وإلا هل يستقيم أن يكون دورينا الـ16 عالمياً وأحد فرقنا بطلاً لقرن كامل في أكبر القارات ثم نحوز ترتيباً متدنياً جداً حين يأتي ترتيب منتخبنا الأول وواجهة كرتنا بعد ثمانين دولة!! يا للأسف على كرتنا التي كانت صرحاً من واقع لم يدم طويلاً ثم هوت وهي قابلة لمزيد الهَوْي أو (التهوية!!) إذا لم يعالج الخلل من جذوره وأساساته بعيداً عن المسكنات.
لا أتوقع أن يذهب المنتخب بعيداً في قطر ولست متفائلاً، ليس تقليلاً من حجم العمل المبذول ولا من جهود المسؤولين ولا من اللاعبين، فشخصياً أتمنى من أعماق قلبي أن نحرز الكأس للمرة الرابعة خلال ربع قرن ونيف بعد أن نكون قد لعبنا على 7 نهائيات من أصل 8 خلال 27 عاماً! لكن التمني شيء والتحليل شيء آخر! كما أنني لا أستطيع تجاهل حقائق كرة القدم التي تقول بأحقية الجميع في الحصول على نفس الهدف وأن المسألة مرتبطة بحسن الإعداد والتنظيم والاختيار، وها هي حقائقنا تقول بإصابة ثلث الفريق في أرض الملعب قبل أيام معدودة من انطلاق الحدث الأممي الكبير، وها هو المدرب البرتغالي الكبير الذي اختار لاعبي المنتخب من 6 أو 7 أندية فقط متجاهلاً نصف فرق أندية المحترفين و14 فريقاً في الدرجة الأولى فهو لم يكن يحضر ويتابع غير مباريات الفرق الكبيرة!!، كما أنه لم ينته حتى الآن من تجاربه أو تجريباته بخصوص اللاعبين فيما الفرق المنافسة الأخرى تبدو في أوضاع أكثر ثقة واستقراراً! إن ما يحدث للمنتخب الوطني في الوقت الحالي هو صورة كربونية مما يحدث في مشهدنا الرياضي الكروي حيث الفوضى والفلتان والعشوائية هي سمة هذا المشهد في حقبتنا الراهنة أو كما يغني أحمد عدوية "مولد وصاحبه غايب"!!
قبل أن نتحدث بتجهيل المواقع الإلكترونية التي تناولت تعمد أسامة المولد لزميله محمد السهلاوي في أحد تمارين المنتخب الأخيرة، يجب أن نسأل لماذا خرجت هذه القراءة والقول بهذا التعمد!! اتركونا من مسألة الشعارات والمزايدات على الوطنية، واتركونا من النوايا ومن توتر العلاقات بين الاتحاد والنصر حتى على المستوى الجماهيري على خلفية نزالهما الدوري الأخير، ودعونا نركز على التهور الذي يسكن في بعض لاعبينا خصوصاً المدافعين وليكن المولد نموذجاً!! فهذا اللاعب كاد أن يودي بحياة لاعب الفيصلي عندما دعسه بقوة ومع كامل الإصرار والترصد في مشهد يمثل جناية قبل أن يكون خطأً في مباراة فلم تكن هناك كرة وكان المشهد يستحق المحاكمة لا الإيقاف الذي لم يتم!!.
لا أرجع الآن إلى هذه الحادثة لأشير إلى تعمد المولد إصابة زميله السهلاوي وأنا أستبعد ذلك تماما، ولكن هل فكرنا بمعالجة هذا التهور الملازم لبعض لاعبينا كأسامة في كثير من المباريات مع فريقه ومع المنتخب داخل وخارج الملعب وها هو الأمر يمتد حتى للتدريبات!!
بعض الزملاء من كتاب النادي الأهلي تحدثوا معي بشأن آخر مقالين كتبتهما هنا فيما يخص الأهلي زاعمين أنني قسوت على الأمير فهد بن خالد وأنه يجب علي التهدئة عن الرجل قليلاً!! أستعجب من هؤلاء أن تحدثت عن رئيس ناد أي بصفته لا بشخصه وانتقادي كان لعمله ولمعالجاته ولتعاطيه مع الإعلام، وقد قلت ما قلت محبة في الأهلي الذي هو ملك للجميع وليس لأحد أن يمنعني أن أحب الأهلي بالشكل الذي أراه أنا وليس ما يراه هو!! وليت رئيس النادي الأهلي يغير سياسته الحالية مع الإعلام بما يخدم فريقه ويحافظ على المكتسبات التي تحققت في الجولات الأخيرة ويعمل على مضاعفتها وتطوير الأداء تصاعدياً!!