سباق محموم بين منتخبنا السعودي ونظيره القطري لبلوغ قمة المجموعة، في آخر جولة من منافسات الأدوار التمهيدية آسيويا، بعد أن حصل كل منتخب على 6 نقاط، وباتت حظوظ كوريا الشمالية ولبنان يائسة، ولقاؤهما المقبل شرفيّ، في حين سيكون نزالُ كبيرِ آسيا مع قطر، قمةً مبكرة ستغلّفها اعتبارات عدة لبلوغ الكسب.
منتخبنا يمتلك إمكانات فنية عالية في جميع المراكز، ولديه حلول فردية تمكّنه من تحويل الأداء، وهذا لا يتحقق إلا بتوافر عناصر فعالة قادرة على تجسيد مثل تلك الإجراءات.
على أية حال، بعيدا عن مواجهة قطر، تبقى المرحلة المقبلة منعطفا صعبا باعتبار أن المنافسين يختلفون، ويتعين مضاعفة الجهد في مثل تلك الظروف، لأن الطريق المتبقي لا مكان فيه إلا للأقوياء، ومن يمتلك التميز.
الجانب المريح في قادم المواجهات للأخضر، الهدوء الذي يكتنف الأجواء الإعلامية والشارع الرياضي و«سوشال ميديا»، بعد توقف منافسات الدوري المحلي التي انتهت كما كانت الحسابات قبل مغادرة الدوليين، وبقيت المعادلة كما كانت، والحسابات لم تختلف بين المتصدر والوصيف، وبالتالي انطفأت موجة صخب الانتقادات التي سبقت الصراع الآسيوي «كلٌّ يغني على ليلاه». والصورة التي لاحت أمام المراقبين، جلُّ معطياتها صبّت لمصلحة المنتخب الذي سيستفيد بشكل كبير من السكون الذي يكتنف الأجواء، وسيلعب بارتياح، بعيدا عن الجدل البيزنطي لمحبي الأندية الذين وضعوا سلفا افتراضات وتكهنات لم يتحقق منها شيء.
ثمة جانب آخر، تحوُّل التنافس المحلي في الميدان إلى صفقات مدوية، إذ أُلغيت عقود وتم التعاقد مع عناصر جديدة، وحضر مدربون وغاب آخرون، وتبقت 14 جولة ستكون مليئة بالإثارة والندية، وتحديدا للفرق الـ4 التي تسكن المقدمة، وربما تحدث في قادم الأيام لعبة الكراسي بعد أن تقاربت النقاط، وكشف الليث الشبابي عن وجه جديد برغبته في اقتناص مقعد متقدم في سلم الدوري، والحال ذاتها في المراكز المتأخرة، ولا شك أن تلك التقلبات ستشعل إثارة مغايرة عما حدث في النصف الأول.