من المعلوم أن ملالي نظام إيران - كما تنص عليه كتبهم - يُكفِّرون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي مقدمتهم أبو بكرٍ وعمر وعثمان رضي الله عنهم، ويُكفِّرون كل مسلم لا يعتقد عقيدتهم في دعوى إمامة الإثني عشر وعصمتهم، لكونه - في نظرهم - بمنزلة من لم يؤمن بالأنبياء، وهذا تكفير صريح منهم لكل المسلمين، كما ذكر ذلك الخميني في كتاب الأربعين حديثاً ص 512-513، وكما ذكر ذلك شيخهم الكاشاني في كتاب منهاج النجاة ص 48، حيث قال «ومن جحد إمامة أحدهم _ أي الأئمة الاثني عشر _ فهو بمنزلة من جحد نبوة جميع الأنبياء عليهم السلام»، بل إن ملالي نظام إيران يعتقدون أن إلههم يختلف عن إله المسلمين، يقول شيخهم نعمة الله الجزائري في كتابه الأنوار النعمانية: 2/‏279 ‹›لم نجتمع معهم - أي: مع المسلمين- على إلهٍ ولا نبيٍ ولا على إمام، وذلك أنهم يقولون: إن ربهم هو الذي كان محمد صلى الله عليه وسلم نبيه، وخليفته بعده أبو بكر، ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي، بل نقول إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا)، ويعتقدون كذلك جواز قتل المسلمين، يقول نعمة الله الجزائري كما في كتابه: الأنوار النعمانية 2/‏307 «يجوز قتلهم - أي المسلمين - واستباحة أموالهم»، تلك بعض عقائد نظام ملالي إيران، وهي كما ترى تنضح بالتكفير والعنف والشرك.

وهنا نتساءل: كيف لنظام فاسد يُكفِّر الصحابة، وجميع أهل الإسلام، أن يتهم غيره بالتكفير، كيف لفاسد العقيدة أن يتهم من ليس كذلك؟، ومن ذلك إقامتهم برامج في قنوات فضائية عربية، تهدف إلى الإساءة إلى المملكة العربية السعودية في جميع أدوارها الثلاثة، وتهدف إلى اتهام دعوة التوحيد التي جدد الدعوة إليها الإمامان محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب رحمهما الله، بالتكفير، حتى أني رأيتهم يقرؤون رسالة اختلقوها، ونسبوها للإمام محمد بن عبدالوهاب كذبا وزورا، وقد كان ضيوفهم في تلك القنوات بعض الأُجراء يتحدثون بما يُطلَب منهم، وكلما ازداد أحدهم كذبا وفجورا، كانوا أشد احتفاء به.

 وكل عاقل يسمع ما تضمنه البرنامج، يعلم أنه افتراء، وأن هذا النظام الإيراني يكسب إثما وهو: تكفير الصحابة وأهل الإسلام، ثم يرمي به بريئا وهو اتهام المملكة العربية السعودية بالتكفير ظلما وعدواناً، وهذا ما يجعل كل جهود نظام إيران الشريرة كرمادٍ اشتدت به الريح، لأن ما بُني على افتراء وكذب ماله من قرار، وإنما هو زبدٌ يذهب جُفاء، والعقلاء يعرفون الحقيقة، وربما حتى أُجراء نظام إيران، يعرفون ولوغ نظام إيران في تكفير الصحابة وتكفير جميع أهل الإسلام، ويعرفون عدوانه وتصديره الشر والفتن في بلاد العرب والمسلمين، ويعرفون في المقابل فضائل الدولة السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين، بل وإحسانها لكل الناس المكروبين حتى ولو كانوا غير مسلمين، وما قصص علاج المرضى السياميين وغيرهم عنّا ببعيد، يعرفون ذلك، ولكنهم يجحدون ذلك، إما لسوء المعتقد وسفاهة العقل، وإما لأجل لعاعة من الدنيا، وفي الحديث (تعس عبد الدينار والدرهم).

 ومع أن الحق واضح، إلا أنه لا بد من نشره، ليدمغ الباطل، تحقيقا لقوله تعالى (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون)، وهناك من يسمع لأهل الباطل كما قال تعالى (وفيكم سمّاعون لهم) فلا بد من توعيتهم وإيضاح الحقيقة لهم، وكم كنت أتمنى من قنواتنا الفضائية، أن تُظهِر الصورة الحقيقية لبلادنا، والصورة الحقيقية لخصومنا وذلك بالحجة والبرهان، ليحق الحق ويبطل الباطل، ولكن بعلم وعدل، لا بجهل وظلم، فقضيتنا عادلة، وأدلتنا قاطعة، وقضية خصومنا ظالمة، وأدلتهم (من كتبهم لا من كتب خصومهم) دليلٌ عليهم.