تلقيت دعوة رسمية لزيارة المملكة العربية السعودية وزرتها، فالتقيت مسؤولين وإعلاميين ومواطنين عظماء، يمثلون وطنهم خير تمثيل، ويعكسون صورة المملكة البهية الشامخة العربية الأصيلة.
ترحيبٌ واحترامٌ وتقديرٌ لم يكن غريبا على السعودية التي يمتاز شعبها بصفات عظيمة، تُشعرك أنك واحد منهم ولست غريبا عنهم، وترى في عيونهم ذلك الاحترام والاهتمام والتقدير، ولا تجد لنفسك ساعة نوم من شدة استمتاعك بمجالسة الكبير والصغير، والاستماع إلى كل أحاديثهم عن السعودية وقيادتها، وعن أحلامهم وتطلعاتهم ومشاريعهم، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين، الذي يشكل بالنسبة لهم بوصلة تقودهم نحو مستقبل عظيم بحجم عظمتهم.
لا أستطيع إلا أن أتحدث عن فخري العظيم بكل من التقيتهم في وزارة الإعلام، وما لمسته من جهود عظيمة لتطوير العمل الإعلامي، والتصدي للمؤامرات التي تُحاك ضد السعودية في وسائل إعلام معادية للمملكة وقيادتها، والبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، وسفير خادم الحرمين الشريفين إلى اليمن محمد آل جابر الذين تحدثوا بإسهاب عن اليمن، وما تقدمه المملكة لشعبها من مساعدات وإعمار مدارس وجامعات ومستشفيات ومطار في مأرب، وتعليم اليمنيين مِهنًا يستطيعون بها إعالة أبنائهم وعوائلهم، والاهتمام بأدق التفاصيل حتى وصلت إلى تشغيل الكهرباء، وتوصيل المياه إلى القرى والبلدات والمدن الرئيسة.
لقد شكلت الجلسة التي حظيتُ بها مع نائب رئيس تحرير صحيفة الوطن علي القحطاني، نقلة نوعية في حياتي المهنية إعلاميا، وتعلمت منه كيف يكون الصبر مفتاحا في المسيرة الإعلامية، والجولة في الرياض وضواحيها عرفتني على أرض تمنيت زيارتها لسنوات، وتعرفت على جزء منها في ساعات قليلة معه.
أما اللقاء الذي جرى مع الأمير عبدالرحمن بن مساعد، فكان جميلا تعرفت فيه بشكل مباشر على أحد أفراد الأسرة الحاكمة، وتعرفت عبره على عائلة كريمة أفتخر بها وأقف جنديا للدفاع عنها وعن سياساتها، ودورها المحوري في حفظ الأمتين العربية والإسلامية. شعرت في جلستي معه بتواضع هذه الأسرة الكريمة، وعرفت كيف دخل آل سعود قلوب السعوديين وكل العرب بأخلاق قادتهم وأبنائهم، وهذا ما لمسته أيضا في جلسة كريمة مع سمو الأمير الصديق سطام بن خالد، الذي استمتعت معه بحوار طويل تعرفت فيه على السعودية، وأن ما قدمته للبنان والعالم العربي -وما تقدمه على الدوام لشعوب العالم- ما هو إلا سياسة انتهجها قادة هذه الأرض المباركة، في الوقوف إلى جانب كل محتاج في أي بلد عربي، فكانت المملكة بذلك قائدا لعالمينا العربي والإسلامي دون منازع.
في هذا المقال، أريد أن أتوجه برسالة إلى كل العرب، أدعوهم فيها إلى التعرف عن قرب على المملكة العربية السعودية، وعلى شعبها الطيب، وألا يسمحوا لأيادي الغدر أن تزرع في عقولهم معلومات خاطئة عن هذه الدولة، وأن يعرفوا جيدا أن السعودية صمام أمان العالمين العربي والإسلامي، وهي البوصلة والقبلة السياسية والاقتصادية والدينية، وهي الدولة التي يعرف العالم كله أنها لم ولن تتخلى عن قضايا العرب وحقوقهم في فلسطين، وهي التي لن تسمح لإيران وأعداء هذه الأمة بالنيل من أوطاننا، وستقف بشعبها ومالها وجيشها في وجه كل التحريض والأطماع الخامنئية في بلادنا.
عليكم إخواني العرب أن تعرفوا جيدا أن إخوان الشياطين حرّضوا على أمن السعودية، والإرهابيين من القاعدة وداعش فعلوا ذلك أيضا لخدمة ملالي إيران، ووصلت بحوثي العار الوقاحة أن قصف مكة والرياض، فهل بعد كل ذلك شك لديكم في حجم الحقد على السعودية؟.
غادرت الرياض وفي قلبي غصة كبيرة واشتياق وكأنني طفل انتزعوه من عائلته، وهو ينظر إلى مستقبل قريب يجمعه مع أهله الذين يمثلون السعودية كل السعودية، من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، وستبقى السعودية في قلبنا أمة عظيمة وأرضا طاهرة، وقيادة حكيمة حازمة عادلة كريمة لها السمع والطاعة في المنشط والمكره، نبايعها بفخر واعتزاز ومحبة وولاء.
عاش سلمان، وعاشت المملكة العربية السعودية.