أمضى مدرب المنتخب السعودي الأول خوزيه بيسيرو العام 2010 الذي طوى صفحاته أمس وهو يشرّق بنا ويغرّب دون أن نفهم له منهجية، ودون أن نتلمس له طريقاً واضحة المعالم.
وُضع برنامج المنتخب ورصدت مباريات ودية بشكل يطابق تقريباً برنامجه في النهائيات الآسيوية المقبلة، التي سيخوض خلالها مباريات الدور الأول بفارق ثلاثة إلى أربعة أيام بين المباراة وتاليتها، وتوقعنا من بيسيرو أن يرسم نهاية للعام المنصرم بالتوصل إلى تشكيل ثابت أو على الأقل ملامح رئيسة للمنتخب، لكنه أصر على أن يبقى مخلصاً لعدم الاستقرار حتى مع الساعات الأخيرة لهذا العام حينما خاض مباراة البحرين أمس بتشكيل اختلف في جزء كبير من عناصره عن لقاء العراق الثلاثاء الماضي.
في العام المنصرم خسرنا مع بيسيرو فرصة بلوغ نهائيات مونديال جنوب أفريقيا مرتين، الأولى أمام كوريا الشمالية في التصفيات، والثانية أمام البحرين في الملحق، ثم عدنا لنخسر معه فرصة القبض على كأس "خليجي 20" فخسرنا النهائي أمام الكويت.
بعد المونديال مُنح بيسيرو تجديداً للثقة، وتوقعنا أنه استفاد من الدرس، لكنه خرج علينا قبل دورة الخليج بفلسفة اختبار صف ثان لتدعيم المنتخب الأول، ومررنا الفلسفة، وقلنا لعل المعلن يطابق المستور، لكنه فاجأنا من جديد وقبل أيام تعد أقل من عدد أصابع اليدين بعدم استقرار على التشكيل الذي سيدخل به النهائيات الآسيوية المقبلة، وبلعبه على حبال عدم كشف هذا التشكيل وكأنه سر نووي، وكأن بيسيرو الوحيد الفاهم من بين كل مدربي البطولة الذين أعلنوا عن تشكيلاتهم واستقروا على لاعبيهم بدل لعبة (الاستغماية) التي يحلو له أن يلعبها معنا أو علينا.
وحتى في "خليجي 20" لم يعرف بيسيرو اللعب بتشكيل ثابت، وبرر الأمر بأنه يريد إراحة اللاعبين حتى لا يُستنزفوا لياقياً، وأنه يريد منح الفرصة للجميع تقريباً، وتقبلنا الأمر في إطار من رؤية خوض الدورة كتأهيل وفرصة لاختبار العناصر التي شاركت فيها قبل اعتماد التشكيل الأساسي للهدف الأهم وهو النهائيات الآسيوية.
بقيت أمام الأخضر فرصة أخيرة أمام أنغولا نأمل أن نقرأ فيها بعضاً من ملامحه في آسيا 2011، وألا يأتينا بيسيرو بفتح جديد ليبرر لعبه بتشكيلة ثالثة بقوله "ما زال في الوقت متسع"، وكأن الوقت المطلوب لا يأتي أبداً مع هذا البيسيرو.