وضع الأسبوع المنصرم نهاية معبرة لعام 2010، فقد جاء أسبوعاً عصيباً مثل العام كله على رياضتنا، فقد توقف الدوري وبدأ الحديث عن المؤامرات وإطلاق الشائعات في كل حدب وصوب، فمن حديث مانويل خوزيه لقناة دريم المصرية الذي لا نعلم هل هو صحيح أم لا، إلى قضية المؤامرة التي تهدف للإطاحة بأندية القمة في الدوري السعودي من أجل تمهيد الطريق لناد آخر للتفرد بها، مروراً بإخفاء نتيجة عينة لاعب هلالي الموسم الماضي، وانتهاء بشائعة إقالة رئيس نادي النصر، وتغيير رؤساء لجان الحكام، وانتهت فزورة الأسبوع بالمرحوم الحكم محمد مصطفى الجمل الذي لم يسلم من الاتهامات حتى وهو في قبره (رحمه الله).

كل هذا وغيره تسابقت القنوات الفضائية على نقله لنا دون احترام لمسؤول أو مشجع أو حتى الأحياء والأموات، ثم يأتي اليوم التالي وتبدأ البرامج الرياضية متابعة الحدث ويبدأ الهرج والمرج فكل يريد أن يثبت للمتلقي أنه هو الصادق وأن الطرف الآخر كاذب، مع مزج التلميحات والغمز واللمز خوفاً من المحاكم.

في منتصف الليل ينتهي البرنامج وتسجل القضية ضد "مجهول" كالعادة، ويذهب المشاهد المسكين صباح اليوم التالي متأخراً عن عمله وما إن يصله حتى يردد ما سمع لتتوقف مصالح الملايين فيما هو يبين مغامرات المتحدث الذي ينتمي لناديه المفضل.

وما دام أن القضية ستسجل ضد مجهول، وأن كافة المتحدثين في الفضائيات ليس لديهم الشجاعة لذكر شخص بعينه، وإنما ذكر أسماء عائمة فلا فائدة ترجى من هذه البرامج لأنها تأخذ منا أكثر مما تعطينا فقد شبعنا تعصباً وكلاماً مكرراً ومملاً وصل حد السذاجة.