كشف باحث في اللغة العربية والنحو، عن 4 أسباب وراء امتناع العلماء من الأخذ بلغة سكان منطقة الأحساء، مبينا أن كثيرا من الظواهر الموجودة في لهجة الأحساء لها أصل وجذور في اللغة كالتلتلة والكشكشة والوكم والوهم، بيد أن بعض تلك الظواهر كانت توصم في كتب التراث العربي بالمرذولة.
سيطرة العامية
أشار الباحث محمد صالح المشاجرة، في كتابه «لهجة الأحساء.. تأصيل لغوي»، الإصدار الـ 90 لنادي الأحساء الأدبي، الذي صدر مطلع الأسبوع الجاري، إلى أن التنوع السكاني في الأحساء، استقطب كثيرا من قبائل الجزيرة العربية، ما أدى إلى انتشار لغات شتى، ولهجات متنوعة، إذ لكل قبيلة لهجتها الخاصة، ولغتها التي تميزها، وبتعاقب الأزمنة والعصور تكونت للمنطقة لهجتها الخاصة، مؤكداً أن كثيراً من خصائص لهجة الأحساء لها جذورها في الفصحى أو في لغات العرب المختلفة، وأن بعض الظواهر اللغوية التي لا تجدها إلا في كتب اللغة والنحو تجد مصداقا لها في لهجة الأحساء كالتلتلة والكشكشة والوكم والوهم، مشدد على أنه مهما جنحت لهجاتنا العامية المعاصرة فهي لا تزال ترتبط باللغة الأم الفصحى، وتشترك لهجة الأحساء في مجموعة من الظواهر مع شقيقاتها اللهجات العربية المعاصرة فالأصل واحد، وأنه لا خوف من سيطرة العامية، إذ تبقى الفصحى هي المهيمنة على المحافل وعلى الكتابة والإعلام لأنها اللغة المفهومة لجميع العرب ولا يمكن للهجة مهما علت واشتهرت أن تنافسها في هذه الهيمنة.
أصوات اللهجة
ذكر المشجرة، أن الأصوات والحروف العربية هي نفسها في لهجة الأحساء، غير أنها تضيف إليها صوتين اثنين هما: الأول: الحرف الذي ينطق بين الجيم والكاف والذي يعبر عنه عادة بالجيم القاهرية وينطق كنطق الـ g في كلمة god في الأبجدية الإنجليزية.
الثاني: الحرف الذي ينطق بين الجيم والشين، وينطق كما ينطق الحرفان ch من كلمة channel في الأبجدية الإنجليزية، وفيما عدا هذين الصوتين فلا اختلاف بين أصوات اللهجة وأصوات اللغة العربية إنما اختلاف في كيفية نطق بعض الحروف من تخفيف وتثقيل أو إمالة أو تمطيط
جزيرتان لغويتان بالأحساء
قسم المشاجرة لهجات مدن وقرى الأحساء إلى جزيرتين لغويتين واضحتي الحدود والمعالم، وهما:
• الجزيرة الأولى: وتشمل الغالبية العظمى من سكان الأحساء، في الهفوف والمبرز والعيون والقرى الشمالية والشرقية (ملامح اللهجة فيها: الكشكشة بين الجيم والشين، استبدال الضمير «أنتم بـ»أنتو»، شنشنة الكاف، كسر أوائل الأفعال والكلمات، يضيفون هاس السكت لياء المتكلم، يقلبون القاف إلى جيم)
• الجزيرة الثانية: وتشمل مدينة العمران والقرى الشرقية المحيطة بها (ملامح اللهجة فيها: الكشكشة بحرف الشين، الوكم والوهم جلية، استعمال نون التوكيد والأسماء المنونة المضافة إلى الضمائر بكثرة، يفتحون كثيراً بداية الكلمات والأفعال، يضيفون ياء للفعل عند إسناده لتاء الفاعل، ترقيق كثير من الحروف في الكلام، يحذفون نون الأفعال الخمسة.
وذكر أن هناك ظواهر عامة يشترك فيها أغلب سكان الواحة، من بينها: قلب السين صاد في بعض الكلمات، وقلب القاف إلى الجيم القاهرية، وقلب الفاء إلى ثاء، وقلب الذال إلى دال، وقلب الذال إلى ظاء، مط الحركات وإشباعها لتتحول إلى حروف، حذف الهمزة من أول بعض الأفعال.
أهمية دراسة اللهجات
أضاف المشاجرة، أن دراسة اللهجات تعد توثيق لمرحلة من المراحل التي تمر بها اللغة، وإذا لم يتم تسجيل هذه التغيرات الآنية في هذه المرحلة أو تلك، إلا أنها ستندثر وتتلاشى، ولن يستطيع الجيل اللاحق ملاحظة أو تسجيل ما تم من تطور في لغة الجيل السابق، فتكون هذه الدراسات وثائق يمكن الاعتماد عليها، فيما آلت إليه اللغة من تطور وتقدم، ومدى ارتباطها باللغات المختلفة أن كانت قريبة منها أو بعيدة، وأن الأحساء من المناطق العريقة التي يمتد وجودها إلى أحقاب موغلة في التاريخ، فهي من أقدم المناطق التي استُوطنت وتعاقب عليها حضارات مختلفة، ومن بين القبائل التي سكنت في الأحساء، قبيلة تميم، ربيعة، عبدالقيس، وبكر بن وائل وغيرهم.
5 عوامل وراء نشوء اللهجات:
01 العامل الجغرافي.
02 العامل الاجتماعي.
03 العامل السياسي.
04 عامل الهجرة والاحتكاك.
05 الميل إلى الخفة والسهولة.
4 أسباب وراء الامتناع عن الأخذ بلغة سكان الأحساء:
01 أنهم كانوا أهل حضر.
02 مجاورتهم للفرس.
03 اختلاطهم بالفرس والهنود.
04 وجود بعض اللغات التي وصفها بعضهم بالمرذولة.
ظواهر لغوية في الأحساء:
التلتلة
كسر حرف المضارعة في الأفعال
الوكم
كسر الكاف في ضمير جمع الذكور للمخاطب، فيقال: عليكِم.
الوهم
كسر الهاء في ضمير جمع الذكور المتصل للغائب، فيقال: منهِم كسر الهاء في ضمير جمع الذكور المتصل للغائب، فيقال: منهِم
الكشكشة
الحاق الشين بالكاف، كقول الخطاب للمؤنثة منكِ: (منكِش)، أو (منش)، ونطقها ch.
الشنشنة
جعل الكاف شينا، فيقال كلب: (شلب)، سمك (سمش)، وتنطق ch.
قلب السين صادا
فيقال ساخن (صاخن)