فيما يرى بعض العلماء والباحثين في علم الجريمة، أن للمجرم سمات معينة تظهر عليه وتميزه عن غيره من أفراد المجتمع، والتي قد يكون اكتسبها بفعل العوامل الوراثية، أكد مستشار الطب النفسي والأطفال والمراهقين بمستشفى الحرس الوطني الدكتور جمال سالم الطويرقي، لـ»الوطن» أهمية الوقوف على مسألة اضطرابات الشخصية بحسب مايراه الطب النفسي الجنائي، مبينا أن علم النفس يحتوي على الكثير من الشخصيات، وكل شخصية لها صفات خاصة بها، فمنها من يحمل الصفات الشريرة والآخر يحمل الصفات الطيبة، لافتا إلى أن الشخصية «السيكوباتية» تكون مرتبطة مباشرة بعالم الجريمة والعنف، وهي من الشخصيات التي تحمل الصفات الشريرة.
صفات الشخصية
أضاف الطويرقي «كثيرا ما نسمع بكلمة سيكوباتي ولاندرك المعنى الحقيقي لها، حيث إنها تحمل بداخلها كل المعاني السيئة كالحقد والأنانية والانتهازية والعدوانية والكراهية كالشيطان في صورة إنسان، وتكون في الرجال أكثر من النساء بنسبة 3:1».
وأبان الطويرقي أن الشخص السيكوباتي هو بلا ضمير، ومن الممكن أن يضحي بكل شيء من أجل إيذاء الآخرين، إلى درجة أنه من الممكن التضحية بأقرب الناس لديه، في حال كانت هناك مصلحة وراء الإيذاء، ويغلب عليه هذه الشخصية البعيدة عن الرحمة والحنان، والتي تميل إلى التطرف وحب فعل السلوكيات الإجرامية مثل الكذب والسرقة والخداع، لكنها في نفس الوقت تتصف بالذكاء الشديد، ويميل صاحبها إلى الغرائز دون الشعور بالذنب.
وأردف قائلا «تتميز هذه الشخصية بالتمثيل والتفنن في اختلاق المبررات والظهور أمام الآخرين بمظهر الفاضل»، لافتا إلى أن هذه الشخصية غالبا ما تفشل في العلاقات الزوجية والعمل، بحيث يمكن أن تتنقل من عمل إلى آخر 4 مرات في السنة.
العوامل المحفزة
تطرق الطويرقي -خلال حديثه- إلى عوامل عدة محفزة لظهور السلوك الإجرامي ومنها الفقر، وزيادة عدد الأطفال لدى الأسرة، وتدني مستوى التعليم، محذرا من خطر الحرمان في وقت الطفولة، باعتبار أنه قد يكون داعما قويا ومحفزا للسلوك العدواني.
وشدد الطويرقي على أن الصفات الإجرامية ليست وراثية، مرجعا السبب للنسبة العالية لهرمون «السيروتونين» في المخ، حيث إن ارتفاع نسبته العالية تعتبر بحد ذاتها المسؤولة عن التصرفات العدوانية والدخول لعالم الجريمة. وخلص الطويرقي إلى أنه يمكن أن تكون هناك أسبابا عرضية لولادة مثل هذه الشخصية، مثل الحوادث، والأورام والتهاب الفص الأمامي من المخ، أو تعاطي المخدرات والأدوية المهلوسة.