أعلنت منظمة السياحة العالمية إحصائية لأكثر السياح إنفاقا في العالم، كان السياح الصينيون متصدرين للإحصائية بإنفاق 257.7 مليار دولار لعام 2017. تأتي بعدهم الولايات المتحدة بـ135 مليارا، ثم ألمانيا بـ89 مليارا، ثم المملكة المتحدة بـ71.4 مليارا.
نلاحظ الفرق الكبير في مقدار إنفاق السائح الصيني مقارنة بالولايات المتحدة المرتبة الثانية قي القائمة، ويكبر الفرق كلما نزلنا، ورغم ذلك لا يوجد سائح صيني واحد في الأراضي السعودية، طبعا لا أقصد الحجاج الصينيين أو المعتمرين منهم، بل أقصد السائح الذي يبحث عن اكتشاف الجزيرة العربية وآثارها وثقافتها وصحرائها. ما يميز السائح الصيني أنه لا يسافر بمفرده مهما كان مستواه الاقتصادي، بل يسافرون في مجموعات، تتراوح درجة الخدمات فيها من الفئة العادية حتى فئة كبار الشخصيات، وهذا يوفر على المكاتب السياحية في السعودية مهمة استقطابهم وتقديم الخدمات لهم، ولكن أين هم، لماذا حتى الآن لا نرى أي ضيوف من الصين؟!
قبل شهر من الآن أعلنت السفارة الصينية بالسعودية أنها مددت فترة إقامة السائح السعودي في الصين من 30 يوما فقط إلى 90 يوما، رغم أن السائح السعودي في الصين لا يشكل نسبة كبيرة لعدد السياح الأجانب في الصين، ولكن هذا التغيير بمثابة إعلان عن دعوة للسائح السعودي بأنه مرحب به.
في أحد قطارات المترو في مدينة تشنغدو بمقاطعة سيشوان وسط الصين وجدت إعلانا مدفوعا يروج للسياحة في دبي، هذا يفسر لماذا يعرف الشعب الصيني عن دبي أكثر مما يعرفه عن أي مكان آخر في الخليج، وذلك لأن الجهة المنظمة للسياحة في دبي نجحت في التعريف بنفسها بكل مكان بالعالم، حتى أصبح مطارها يستقبل الملايين منهم دون توقف.
في السعودية لدينا الآثار العظيمة، لدينا الرمال في الصحراء، والبيئة البدوية التي يحلم كثير حول العالم بأن يعيشوا بها ولو ليوم واحد. الجزر والجبال، ولكن ينقصنا الجهة التي تهتم ببناء البنية التحتية للسياحة، وتروج للسياحة في السعودية، وتغيب الجهة التي تسهل حصول الأجانب على التأشيرة السياحية في السعودية.
الاقتصاد السياحي هو أحد مرتكزات رؤية المملكة 2030، حتى الآن لا توجد صناعة حقيقية للسياحة في السعودية، إذا أردنا أن نفعل ذلك علينا أولا أن نكسر حاجز رهبة سهولة الحصول على تأشيرة سياحة للسعودية، صحيح أنه سيستغل البعض تأشيرة السياحة للحصول والبحث عن عمل، ولكن بالإمكان وضع قوانين تمنع استغلال التأشيرات السياحية التي تعتبر الحاجز الأكبر أمام أي شخص يرغب في السياحة بالسعودية.