سبق أن أوضحت -في أكثر من موقع إعلامي- إشكالا فنيا يعانيه الهلال هذا الموسم، ويتمثل في التنظيم الدفاعي، الأمر الذي يسهل الوصول إلى مرمى الحبسي من أقصر الطرق، ورغم وضوح تلك العلة التي لاحت بشكل فاضح في لقاء الفيصلي، إلا أن مدرب الهلال البرتغالي خيسوس مُصِرّ على عدم إشراك محور دفاعي يجيد ربط المناطق الخلفية بالوسط، لقتل محاولات الخصم وتثبيطها في مهدها.

اللافت، أن جُلّ الفرق تلعب بمحورين وأحيانا ثلاثة، لأنها تؤمن بقاعدة «لا يدخل مرماك هدف قبل البحث عن التسجيل»، والهلال مقبل على مواجهات مفصلية من العيار الثقيل، ستحدد ملامح صدارته أو العودة إلى المربع الأول. مواجهتا النصر والأهلي اختبار صعب، ولا بد أن تكون ملامحه الفنية مختلفة، باعتبار أن الفريقين يملكان قوة ضاربة في الوسط والهجوم، وإذا ما أراد خيسوس الحفاظ على فارق النقاط الثلاث، عليه علاج الإشكالات الفنية، خاصة أن الفريق سيفقد عناصره الدولية المؤثرين في مواجهتي قطبي القصيم «الرائد والتعاون»، والتعثر وارد في ظل الظروف الصعبة التي ستواجه الفرقة الزرقاء.

فنيّا أرى الأهلي والنصر يملكان قوه هجومية غير عادية، يقابلها تماسك دفاعي جيد واتزان في الوسط، في حين أن ملامح الهلال التي يستحق التوقف عندها لم تظهر سوى في 3 مواجهات: الشوط الأول من لقاء الباطن، ومواجهة الزمالك، ونزال الوحدة، ما عداها الفريق يكسب بالكاد.

صحيح الهلال يعاني من النزعات الدفاعية التي ينصبها الخصوم ولا يمنحونه الفرصة للتسجيل، وذلك إشكال يواجه الفريق منذ 40 عاما، ولم يعالج بالشكل الناجع، وفك شفرتها بوجود لاعب يجيد التهديف من خارج منطقة الصندوق، وآخر لديه قدرة التسجيل بالرأس.

ثمة جانب آخر، مدرب الهلال يبدو أنه قبل بداية الموسم وضع في أجندته أن التبديلات التي يجريها محصورة على الثنائي «إدواردو وعموري» وبعد إصابة الأخير استمر في إبعاد الأول إلى جانب جوميز، وإشراك عناصر غير مؤثرة، وما أرمي إليه «ريفاس» الذي يعد مدافعا للخصم وقاتلا للهجمات.

جملة القول، الهلال يحتاج إلى عمل فني كبير في الخطوط الخلفية، وحلول في طريقة التسجيل، حينما ينصب الخصم الجسور الدفاعية، كما فعل الفيصلي الذي أغلق كل المنافذ، وحينما غامر بالهجوم سجل خلال دقيقة، وعاد إلى مواقعه سالما، وحقق مراده.