في أول أمسية نقدية بسوق عكاظ 12 في محورها الثاني «المرأة واختزال الحضارات» بدأ الحديث عن ليلى الأخيلية، كونها أخذت تصريحا لقيادة حياتها قبل حفيداتها بـ(14) قرنا من الزمان، كما وصفها الدكتور أحمد درويش في ورقته التي ذكر فيها مكانة ليلى بين الشعراء العذريين وشخصيتها اللافتة للنظر بالتميز والجودة والاستقلال في الشعر العربي، حتى استحقت أن يطلق عليها لقب أميرة الشاعرات العربيات، وأشار درويش إلى أن شعر ليلى لم يبق في ظل الشاعر العاشق، وإنما بلغ أعلى درجات الإيجاب والنضج والجرأة، مشيرا إلى أنها قدمت فنا ممتعا لامرأة عربية من بادية نجد في القرن الأول الهجري.



خفوت الصوت النسائي

علق الدكتور أيمن ميدان في ورقته، التي حملت عنوان «شعر ليلى الأخيلية مقاربة نقدية»، قائلا إن «النظرة الثاقبة النقدية العربية القديمة تشير إلى خفوت الصوت النسائي الشعري وحصره في أطر ضيقة لا يبرحها متكأ أصحابها على ذرائع محددة، منها ليونة الشعر النسوي ومخالفته عمود الشعر وقصر النفس الشعري وسطحية الطرح»، مشيرا إلى أن ليلى الأخيلية تمردت على ذلك القيد وأبدعت في كثير من فنون الشعر وناظرت الشعراء الفحول، مؤكدة أن الفحولة الشعرية ليست وقفا على الرجال، وتحدث أيضا عن ثنائية المماثلة والمغايرة مع الموروث الشعري، إضافة إلى اللغة الشعرية وبناء القصيدة ورصد الحضور الحقيقي للشاعرة بين الشاعرات العربيات.



دلالات التكرار

استعرص الدكتور أحمد نبوي في ورقته «جماليات التكرار في شعر ليلى الأخيلية» أهمية التكرار كتقنية أسلوبية لها دورها الجمالي في التشكيل الشعري وإنتاج دلالاته وتقوية المعنى وتجسيد الحالة النفسية وتأثير ذلك على المتلقي، وبين أن الشاعرة وفقت في توظيف التكرار بمستوياته المختلفة جماليا ودلاليا، فلم يكن تكرارا معيبا أو متكلفا، بل لعب دورا أساسيا في بناء نصها وتماسكه، وأسهم في تكوينه الجمالي والدلالي، وأضاف أن دلالات التكرار في شعر ليلى تعددت بصور مختلفة.

من جانبها، قالت الدكتورة ندى يسري في ورقتها «النسق الثقافي في شعر ليلى الأخيلية دراسة في الخطاب» بقولها إن «الشاعرة تمثل نموذجا لاختراق المرأة قديما عوالم كانت حكرا وقتها على الرجل، حيث تطرقت لأغراض الشعر كافة، إضافة إلى شخصيتها المتفردة، ما جعلها ظاهرة شعرية فريدة، وبينت أن شعرها يكشف عن تنوع ثقافي واجتماعي، منه ما ينفق مع روح العصر وثقافة المجتمع الذكوري والقبلي وقتها، ومنه ما يثور على ثقافة المجتمع السائدة ليظهر لنا خطاب أنثى مغاير».