لدى الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول برنامج يدعى برنامج حماية الشهود، تقوم فكرة هذا البرنامج على أن هناك في بعض القضايا المهمة جدا وعالية المستوى، لنقل قضايا الإرهاب مثلا، تلجأ النيابة العامة إلى محاولة إدانتهم لتقديم أدلة عديدة من أهمها شهادة الشهود، والتي أحيانا تكون الوسيلة الوحيدة للإثبات وإدانة المتهمين الخطيرين.
ولهذا فهذا الشاهد المهم، أو ما يسمى Key Witness شهادته تغير مسار القضية، إما بالإدانة أو بالبراءة لعدم كفاية الأدلة، ولهذه الأهمية فإن هذا الشاهد بكل تأكيد معرض لعمليات انتقامية، لأن المتهمين هؤلاء نافذون ولديهم علاقات وأنشطة إجرامية في الغالب واسعة.
وليس غريبا أن نشير إلى أن مبررات وجود برنامج مشابه في السعودية تبدو منطقية، خصوصا بعد معرفة الإحصائيات لهكذا عمليات انتقامية ضد الشهود في القضايا المهمة.
بعد انضمام الشاهد لبرنامج حماية الشهود يمنحه البرنامج بيتا وبعض المال واسما جديدا في منطقة مختلفة عن التي عاش بها ونشأ، ليبدأ حياة جديدة، ولضمان سلامته فإن اسمه الجديد ومعلوماته توضع بجميع الجهات الأمنية، ولا يعرف أنه منضم للبرنامج إلا جهة أمنية لها تصاريح عالية المستوى، فالشرطة المحلية على سبيل المثال لا تستطيع معرفة أن هذا الشخص منضم لبرنامج حماية الشهود، وهناك سبب وجيه لذلك، وهو أن هؤلاء المتهمين -كما أسلفت- ذوو علاقات واسعة، وربما يستطيعون شراء بعض المعلومات بطرق غير مشروعة لمعرفة أين يقطن هذا الشاهد لينتقموا منه وغالبا بالقتل، بل إنه أثناء المحاكمات المهمة لمجرمين خطيرين فإن الشرطة تلجأ لأخذ الشاهد قبل المحاكمة وخلالها لحمايته لمدة أربع وعشرين ساعة متواصلة في اليوم، وعلى مدى سبعة أيام كاملة في الأسبوع، لأن قتل هذا الشاهد قد يغير مسار القضية لصالح هذا المتهم.
ولما تقدم أدعو من هذا المنبر لدراسة وضع برنامج شبيه ببرنامج حماية الشهود الأميركي في المملكة العربية السعودية.