هذا الأسبوع تبدأ حزمة العقوبات الأميركية الجديدة على إيران، والتي تركز على النفط والنظام المالي الإيراني. حتى قبل سريان العقوبات كثير من الدول أوقفت أو قللت استيراد النفط الإيراني، كثير من الشركات الكبرى انسحبت من المشاريع والصفقات مع إيران، لا أحد يريد أن يضحي بالعلاقة الأميركية أو السوق الأميركي أو العقوبات من أجل طهران. الريال الإيراني فقد أكثر من 75% من قيمته خلال أشهر. حتى قبل قرب حزمة العقوبات الأميركية الثانية ثلث سكان إيران ليس لديهم فرصة العلاج أو التعليم، 5 ملايين إيراني وصلوا إلى خط الجوع، أكرر (خط الجوع وليس الفقر).
إيران تصرف المليارات سنويا لدفع الأموال للمرتزقة في سورية ولبنان واليمن، طبعا معاناة الداخل الإيراني لا تهم الملالي في أي شكل كان، أولاد وأقارب الملالي وصلوا إلى حد التخمة من الشبع والملايين، عندما كشف عن أموال الملالي الحاكمين في طهران مؤخرا في تقرير وزارة الخارجية الأميركية، شيء غير معقول ومحزن أن كل هذه الأموال في يد فئة قليلة، بينما 5 ملايين إيراني ينامون دون طعام.
هذه المحاولات الأميركية لحبس الشيطان الإيراني حتى لا يدمر الشرق الأوسط، من خلال عمليات التخريب وحروب الوكالة التي أودت بحياة مئات الآلاف في الشرق الأوسط، ومحاولة جعل تصدير النفط الإيراني صفريا، لكن في المقابل هناك محاولات حثيثة من أطراف أخرى لفك الحبس عن نظام إيران وأهمها:
1 - ممثلة الاتحاد الأوروبي للأمن والسياسة الخارجية، هذه الشيوعية اليسارية المتحولة، تعتبر من عشاق الملالي في أوروبا، رغم محاولة غض النظر عن محاولة إيران اغتيال المعارضة في فرنسا. الآن لا نعلم بأي حجة ستخرج علينا بعد إحباط الدنمارك اغتيال ناشط إيراني الأسبوع الماضي، رغم محاولاتها إقناع الشركات الأوروبية للبقاء في إيران إلا أنها فشلت، وقامت بتبني فكرة النظام البديل للتجارة مع إيران.
2 - اليساريون الغربيون، في الصحافة اليسارية هناك عشاق، فنيويورك تايمز في الوقت التي أوقفت برنامج الزيارات للسعودية أكملت برنامجا للزيارات لإيران، مع أن إيران من أعلى دول العالم في حبس الصحفيين، ومن الأعلى في العالم في عمليات الإعدام للناشطين، بطريقة إيران المقززة أي الرافعات، حتى واشنطن بوست نشرت مقال «لا تفرضوا عقوبات مع إيران بل تاجروا معها!»، أي حرية وحياة الصحفيين التي تحمل لواءها واشنطن بوست، إيران هي سجن الصحفيين الكبير، ومركز تعذيب وقتل الناشطين العالمي.
3 - اللوبي الإيراني في الغرب، والذين تغلغلوا في مراكز الأبحاث والدراسات، للأسف في كل مركز دراسات كبرى تجد إيرانيا متعاطفا أو تابعا للوبي الإيراني، يحاولون قدر الإمكان التأثير على صناع القرار والمثقفين، وحتى العامة من خلال الأبحاث المنحازة التي تصدر من مراكز أبحاث كبرى، صرنا نعرف الرائحة الفارسية بمجرد قراءة المقال، لدرجة أنه عندما أرى مقالا أو دراسة منحازة بشكال غريب لإيران أو ضد المملكة أرجع تلقائيا لكُتاب الدراسة وخلفياتهم، ومع البحث أجد أنهم إما أعضاء في اللوبي الإيراني أو متعاطفون. الملاحظ مؤخرا أن هناك ميلاً لجعل بعض المقالات بأسماء غربية بحتة لا تحمل اسما فارسيا، لكن مع الوقت صرنا نعرف الخلفية، إما صديق أو قرابة أو حتى موظف لدى الفرس أو اللوبي الإيراني، وبدون مبالغة الغالبية الكبرى منهم بعد المراجعة من أحباب إيران الذين يعتذرون لإيران ويهاجمون المملكة.
هناك ملاحظة جديرة بالاهتمام مؤخرا للمتابع للوبي المعادي للمملكة في الإعلام الغربي، أنه بعد أن خفت حملة الهجوم في قصة جمال خاشقجي -رحمة الله-، أما الآن فالتركيز منصب على اليمن، يبدو أن الأوامر أتت بالتركيز على اليمن، من المعلوم أن هناك نشاطا للوصول لحل سلمي في اليمن منذ أسابيع، لكن النشاط الإيراني واليساري والتركيز على الموضوع له أبعاد أخرى ومشكوك في هدفه، إنها قضية ابتزاز جديدة، كلنا يعلم أن المملكة لن تسمح بوجود حزب الله في خاصرتها الجنوبية، وأن الموضوع أمن وطني، لن تضحي المملكة في موانيها الجنوبية، ولن تسمح أن تكون عرضة للابتزاز متى أتت الأوامر للحوثي من طهران بالهجوم على المملكة لإشغالها وابتزازها.
هذه العقوبات الجديدة على إيران هي فرصة للعالم أن يبدأ حبس الشيطان، فيجب المساعدة بكل ما يمكن بقطع الدعم المالي عن النظام الإيراني، مما يعني قطع الدعم عن الإرهاب العالمي، فالنظام الإيراني يعتبر البنك المركزي الممول للإرهاب الدولي، حبس الشيطان ومن ثم خنقه سيؤديان إلى نتائج طيبة للمنطقة والعالم على المدى الطويل في الشرق الأوسط والعالم، ستقل حروب الوكالة والإرهاب، وستتحرك عمليات السلام في كل المنطقة. إنها فرصة لا تعوض وتحتاج إلى تكاتف الجميع لخنق الشيطان.