كشفت دراسة أسترالية حديثة، أن نوعًا غريبًا من البكتيريا، يمكنه تحويل الضوء إلى وقود وأكسجين، في بيئات قاتمة بشكل لا يصدق، ما يساعد البشر على استعمار كوكب المريخ. ولفتت الدراسة التي أجراها باحثون بالجامعة الوطنية الأسترالية، ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية (Science) العلمية، إلى أن هذه البكتيريا يمكن أن تساعد البشر يومًا ما في استعمار كوكب المريخ، وتوسيع نطاق البحث عن الحياة على كواكب أخرى».
وأضافوا بأن «هذه البكتيريا تسمى البكتيريا الزرقاء، وهي تمتص أشعة الشمس لخلق الطاقة، وهي شعبة من البكتيريا قادرة على التمثيل الضوئي، وعادة ما تعيش في الماء».
وتحوي البكتيريا الزرقاء على 3 صبغات، الأخضر والأزرق والأحمر، والصبغة الخضراء هي «الكلوروفيل» وتساعدها في عملية التمثيل الضوئي، أما الصبغة الزرقاء فهي التي تعطيها اللون الأزرق، والسبب في ذلك يرجع إلى كثرة وجود الصبغة الزرقاء داخلها.
أما الصبغة الحمراء فهي «بيتا كاروتين»، ويستدل على وجودها من طائر «الفلامنجو»، فعندما يشرب الفلامنجو الماء، تدخل البكتيريا الزرقاء لجسمه، فيظهر اللون الوردي على بعض أجزاء جسمه.
ويعتقد الباحثون أن «هذه البكتيريا يمكن أن تمتص فقط أطوالا موجية محددة من الضوء، لكن الدراسة الجديدة اكتشفت أن نوعًا واحدًا على الأقل من البكتيريا الزرقاء، يسمى (Chroococcidiopsis thermalis)، يعيش في بعض أكثر البيئات تطرفًا في العالم، يمكنه استيعاب الأطوال الموجية الشديدة الأقل نشاطًا للضوء، ما يسمح له بالازدهار في الظروف المظلمة، مثل الأعماق تحت الماء في الينابيع الساخنة».