جمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز صفات عديدة، فكان الرجل الأكثر تأثيرا على مستوى العالم، فمنذ تسلمه لمهامه ملكا للمملكة العربية السعودية بدأ بمواجهة حقيقية ومباشرة عسكرية مع إيران وميليشياتها في اليمن، لتخليص هذا البلد العربي من رجس الملالي وميليشياتهم، واستعادة الشرعية لهذا البلد العربي العزيز على قلبه وقلوب العرب جميعا، وكانت تحركات الآلة العسكرية مصحوبة بالعمل الإنساني، فقدمت مؤسسة الملك سلمان للأعمال الخيرية المساعدات بمئات الملايين من الدولارات للشعب اليمني الشقيق، وعالجت المرضى واستحدثت المشافي والمدارس ودور العبادة، ولم يغب عن بال هذا الرجل الكبير حتى أصغر التفاصيل، فقدم النفط مجانا للشعب اليمني لتوليد الكهرباء، وقدم منحا للبنك المركزي اليمني للحفاظ على العملة بوجه التحديات.
أما على المستوى الدولي فللملك سلمان مكانة عظيمة في قلوب قادة الدول، وهو الرجل الصادق والصريح، فكان لتدخله لإزالة الأبواب الإلكترونية التي وضعتها إسرائيل في القدس صدى عند الإدارة الأميركية التي سارعت للضغط على إسرائيل والطلب منها إزالة هذه البوابات التي أزعجت السعودية كما أزعجت الفلسطينيين في القدس، وعندما تعرض الشعب السوري للقصف بالمواد الكيماوية ضغطت المملكة على العالم أجمع ومارست دورها المركزي والقوي بحشد الدعم الدولي للشعب السوري، ومواجهة النظام واستهداف قواعده عسكريا، ثم نشطت الدبلوماسية السعودية بأوامر مباشرة من خادم الحرمين الشريفين لمقاطعة إيران ووقف استيراد النفط منها، وفرض عقوبات قاسية عليها والانسحاب من الاتفاق النووي معها، ووضع ميليشياتها وحرسها الثوري على قوائم الإرهاب، والضغط على حزب الله للانسحاب من سورية، ووقف التدخل في اليمن وفضحه أمام العالم أجمع حتى صنفته أميركا مؤخرا تنظيما إجراميا دوليا، وبدأت بريطانيا بدراسة مشروع قانون يعتبر الحزب إرهابيا بجناحيه السياسي والعسكري.
أما اليوم وفي وسط هذه الزوبعة التي تحركت بتحريض من بعض أعداء السعودية لابتزازها، فكان الملك سلمان هو الجبل الذي وقف بوجهها وأغلق الطريق أمامها بشكل نهائي عندما أصدر الأوامر الملكية الواضحة بمحاسبة المتورطين في الجريمة، وإعفاء مسؤولين أمنيين وسياسيين ودبلوماسيين لمخالفتهم الأوامر وإساءة استخدام السلطة وتعريض المملكة العربية السعودية لهذه الحملة التحريضية الخبيثة، فكان لسلمان العدل الدور الأول والأخير في إنهاء هذه الحملة التي أراد البعض من خلالها ابتزاز السعودية سياسيا واقتصاديا، ولكن حكمة وعدل وحزم سلمان بن عبدالعزيز تصدت لهذه الحملات والابتزاز، فتحقق للسعودية، قيادة وشعبا، نصر جديد، ووُضِعَت النقاط على الحروف بشكل نهائي، لتكمل المملكة مسيرتها ولا تلتفت لنباح ونعيق أعدائها والمحرضين عليها.
اليوم وفي كل يوم نكرر ما قلناه ونقوله دائما، سنبقى جنودا في خدمة أرض الحرمين وقيادتها العادلة، وسنبقى حراسا وجيشا في الإعلام والسياسة لخدمة قبلتنا الدينية والسياسية، ولن نسمح لمخلوق على هذه الأرض بالتعرض لها، وسيكون القلم في يدنا سلاحا نواجه به كل متربص بمملكة العرب السعودية وقيادتها وشعبها، وسنحول الأوراق التي نكتب عليها إلى مجلدات تحكي تاريخ العراقة السعودية منذ عهد المؤسس للمملكة العربية السعودية وحتى عهد سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين محمد بن سلمان.