لا يخجل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من العرض في موقع الفرض، على الفلسطينيين أن أقبلوا بيهودية إسرائيل أولا، لنفاوضكم على دولة فلسطينية لا حول لها ولا قوة، مجردة من السلاح، الأمن الأرضي والفضائي والمائي فيها لإسرائيل.

هكذا وبكل بساطة يرد نتنياهو على سلسلة طويلة من المقترحات التي هي بالأصل أميركية وليست عربية، لاستئناف المفاوضات أكانت مباشرة أو غير مباشرة.

وفي نفس الوقت يرسل نتنياهو مستشاره للأمن القومي عوزي أراد إلى القاهرة ليمهد لزيارته إلى مصر للقاء الرئيس مبارك الأسبوع القادم، وكأن شيئا لم يحصل. وكأن تصريحاته حول شكل الدولة الفلسطينية المقبلة أطلقت في فراغ، أو أنه يحسب أن المحادثات التي سيجريها مع الرئيس المصري ستتناول أسعار الدقيق في ساحل العاج!

متى سيحترم الإسرائيليون العقل العربي، ويتصرفوا على أساس أن محاولاتهم فصل مسارات الصراع العربي الإسرائيلي لن تنجح طويلا، وإن لاقت لها بعض الرواج عند بعض العرب.

دعنا نحلم.

أليس من حقنا أن نحلم مع نهاية العقد الأول من القرن العشرين، بأن نعود إلى حالة من الوحدة تقوم على المشترك بيننا، والتي قد تحقق لنا بعضا من أملنا؟

عفوا.

الحلم لن يتحقق، ونحن نرى فلسطين فلسطينين، ولبنان لبنانين، واليمن تمزقه المذهبية، والعراق ـ رغم تشكيل حكومته ـ تتأصل فيه الطائفية والعرقية، وتتفتح شهية أبنائه على إنشاء أقاليم، تكون مقدمة إلى تقسيمه.