في الوقت الذي تهدر فيه مياه الوضوء بالمساجد ملايين الأمتار المكعبة سنويا، أطلقت جمعية «آفاق خضراء» البيئية مبادرة المساجد الصديقة للبيئة، وذلك بهدف تخفيض التلوث، وتحسين جودة الهواء، وتخفيض الطاقة ودرجات الحرارة، إضافة للاستفادة من المياه المهدرة وتجميل المكان، فيما يعتبر جامع «هيا الصبيح» في حي الموسى بالرياض، أول مسجد تنفذ فيه هذه المبادرة.



الاهتمام بالبيئة

أكد أستاذ المحاصيل والمراعي في جامعة القصيم، رئيس مجلس إدارة جمعية «آفاق خضراء» البيئية الدكتور عبدالرحمن الصقير لـ»الوطن»، أن زراعة الأشجار الظليلة حول المساجد تقلل من درجات الحرارة وتخفض استهلاك الطاقة في التبريد بنسبة تزيد عن 30%، مشيرا إلى أن الاستفادة من الطاقة الشمسية سيوفر المزيد من الطاقة الكهربائية. وأضاف «حثت تعاليم الإسلام على الاهتمام بالبيئة والتشجير وعدم الإسراف في استهلاك الموارد الطبيعية وعلى رأسها الماء، ومن الأهداف الرئيسية للجمعية تشجيع استخدام الطاقة النظيفة، والتوسع في زراعة الأشجار في جميع الأماكن الملائمة مع التأكيد على الاستفادة من مصادر المياه غير التقليدية في هذا الغرض». وأبان الصقير أن مبادرة المساجد الصديقة للبيئة تهدف إلى المحافظة على البيئة عن طريق تقليل استهلاك الطاقة، وذلك بعدة وسائل منها تشجيع استخدام الطاقة النظيفة لتوفير جزء من حاجة المسجد من الكهرباء، وتكثيف زراعة الأشجار باستخدام مياه الوضوء المهدرة بعد فلترتها.



اهتمام شعبي

يأتي ذلك فيما تم إطلاق المبادرة مؤخرا، حيث تم توقيع عقد تنفيذ المبادرة في أول مسجد وهو جامع «هيا الصبيح» بالرياض، وقد لاقت الفكرة قبولا واستحسانا واسعا في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تجاوز عدد مشاهدي التغريدات الخاصة بالمبادرة في موقع «Twitter»  ثلاثة ملايين مشاهد، كما تلقت الجمعية العديد من طلبات لتنفيذ المبادرة في مساجد أخرى بمختلف مناطق المملكة، وكذلك العديد من عروض المشاركة والدعم والإشادة. وأوضح الصقير أن مبادرة المساجد الصديقة للبيئة واحدة من عدة مبادرات نوعية ستطلقها الجمعية قريبا، ستضيف بعد تنفيذها ملايين الأشجار لمدن وقرى المملكة مما يسهم في تحسين البيئة درجات الحرارة والآثار المترتبة على التغير المناخي وتقليل الملوثات وتعزيز التنوع الحيوي وتوفير الطاقة، وإضفاء الطابع الجمالي، وهو ما يتناغم مع رؤية المملكة 2030 التي أولت للبيئة اهتماما كبيرا. وحول كيفية تدوير مياه الوضوء المهدرة والاستفادة، أبان الصقير أنه سيتم فصل أنابيب تصريف مياه الوضوء عن شبكة التصريف الرئيسية بحيث يتم توجيهها إلى خزان مخصص لتجميع المياه بعد تنقيتها من الشوائب، ويوصل بشبكة ري مناسبة تلبي حاجة التشجير في الموقع، ويتم اختيار الأشجار الملائمة لتؤدي الغرض البيئي والجمالي.

 


أبرز مميزات المسجد


زراعة الأشجار حول المكان

تخفيض استهلاك الطاقة في التبريد  بنسبة 30 %

الاستفادة من الطاقة الشمسية

توجيه مياه الوضوء المهدرة لري الأشجار





مظاهر الهدر في المساجد:


الاستهلاك الكبير للكهرباء ومكيفات التبريد


تجاهل تشجير المناطق المحيطة بها


هدر كميات كبيرة من مياه الوضوء