أكد المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية، أن الانتخابات البرلمانية التي جرت مؤخرا في العراق، سلطت الضوء على التحديات الأمنية التي تواجه الولايات المتحدة الأميركية في العراق ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام.

وأوضح المركز في تقرير له حول الإستراتيجية الأميركية في عراق ما بعد الانتخابات، أن أحد أهم هذه التحديات التي تواجه واشنطن هي تلك المتعلقة بالنفوذ الإيراني في العراق، خاصة بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي المبرم مع طهران، مؤكدا أن هناك صراعا كبيرا سيدور بين كل من إيران وأميركا في العراق والدول المجاورة من أجل الحصول على نفوذ أكبر فيها.

 


مستقبل القوات الأمنية

سلط التقرير الضوء على مستقبل القوات الأمنية العراقية، بعد أن تم ضم فصائل الحشد الشعبي للمنظومة الأمنية العراقية، مشيرا إلى أن هناك علامات استفهام كثيرة تدور حول مدى ارتباط هذه الفصائل بإيران. ويرى التقرير أن على واشنطن تبني إستراتيجية جديدة في العراق تعمل من أجل أن يكون العراق بلدا قويا ومستقلا يتعامل بطريقة متوازنة مع جيرانه إيران وسورية، مشددا على أهمية أن تأخذ أميركا في الحسبان الدور الروسي الجديد بالعراق فيما يخص بيع الأسلحة وتدريب القوات العراقية، وأهمية بناء قوات وطنية، ولاؤها الأول والأخير للعراق وليس للطائفية.

 


ما بعد داعش

 





وأضاف التقرير أن ما يجري من أحداث أعقبت الانتخابات العراقية الأخيرة بينت أن على العراقيين بعد هزيمة تنظيم داعش الإرهابي توجيه أنظارهم إلى أوضاعهم الداخلية والأزمات الاقتصادية، والفقر الذي يعاني منه كثير من العراقيين، فضلا عن الاهتمام بأداء الحكومة وما تقدمه للشعب من خدمات، والسعي من أجل تحقيق الوحدة الوطنية العراقية.

وكانت الأنتخابات العراقية الأخيرة قد كشفت عن محاولات إيران لفوز ائتلافات موالية لها، تمهيدا لتشكيل حكومة بغداد المقبلة، وهو ما ترفضه قوى عراقية يتصدرها ائتلاف «سائرون» بقيادة زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الذي يسعى حاليا لتشكيل تحالف مع ائتلافات أخرى يمكنها تشكيل الحكومة بعيدا عن النفوذ الإيراني.

 


 الصراع العقائدي

ذكر مراقبون أن إيران اعتمدت على تأجيج الصراع العقائدي في العراق لضمان كسب شيعته، مشيرين إلى أن الفصائل المسلحة المدعومة من قبل إيران وتتبع ولاية الفقيه تمثل خطراً كبيراً على العراق، لافتين إلى أن إيران تحاول جعل المكون السنّي في العراق تحت تصرفها، وهو ما بدا خلال الانتخابات الأخيرة.

وأوضح المراقبون أن فصائل مثل حزب الله في العراق وعصائب أهل الحق تلعب دورا سلبيا في استهداف العراقيين السنّة، وهي تريد أن يكون لها قرار حتى في المحافظات ذات الغالبية السنية كالأنبار ونينوى وصلاح الدين وديالى، منتقدين في الوقت نفسه عدم تفاعل المجتمع الدولي مع هذا الأمر وتأخر الولايات المتحدة في تصديها للنفوذ الإيراني في العراق.

 


الفصل في الانتخابات

كانت الانتخابات البرلمانية العراقية التي أجريت في 12 مايو الماضي، قد واجهت موجة من الاعتراضات وخصوصا في كركوك، حيث ادعت أحزاب عربية وكردية وتركمانية وجود عملية تزوير لصالح الاتحاد الوطني الكردستاني الذي رفض بدوره تلك الاتهامات.

 ويتهم المعترضون على النتائج حزب الاتحاد الوطني بتزوير النتائج، عبر برمجة الأجهزة الخاصة بالاقتراع الإلكتروني، لإعطاء نتائج محددة مسبقًا لصالحه، وهو ما ينفيه الحزب.


 وحدة العراق

يأتي ذلك في وقت أصدر مجلس الأمن الدولي، بيانا يحث فيه المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بالعراق، على التحقيق في جميع الشكاوى «ذات المصداقية»، فيما يخص العملية الانتخابية التي جرت في 12 مايو الماضي.  وذكر البيان الذي نشرته بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق «يونامي»، أن أعضاء المجلس يدعون جميع الكيانات السياسية إلى العمل معاً لدعم العملية السياسية، ويحثّون المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق على التحقيق في جميع الشكاوى ذات المصداقية فيما يخص العملية الانتخابية، بغية المزيد من التعزيز والتأكيد لوحدة العراق الوطنية وسيادته واستقلاله.

 


أسباب دعوات تغيير الإستراتيجية


01 انسحاب أميركا من الاتفاق النووي مع إيران

02 توقعات بمزيد من الصراع بين إيران وأميركا في العراق

03 الدور الروسي الجديد بالعراق فيما يخص التدريب وبيع الأسلحة

 


04 أهمية بناء قوات وطنية يكون ولاؤها للعراق وليس للطائفية

05 العمل على زيادة قدرات العراق للتعامل بطريقة متوازنة مع جيرانه