فيما أكدت دراسة للاتحاد الدولي للاتصالات أن زيادة بنسبة 1 % في النضج الرقمي تؤدي لزيادة 0.13 % في الإنتاج المحلي للفرد، أكد بحث أجرته شركة «استراتيجي &» و «لينكد إن» أن 3.1 مليون فرصة عمل يوفرها التحول الرقمي في الخليج عام 2025.
زيادة الناتج المحلي
حول انعكاسات التحول الرقمي على الاقتصاد بشكل عام والشركات بشكل خاص، قال الشريك في «استراتيجي &» الشرق الأوسط، ورئيس قطاع الأعمال الرقمية والتقنية ومنصة التحول سامر بحصلي، لـ «الوطن» إن «للتحولات الرقمية تأثيرات وانعكاسات تشمل المستويين الوطني والمؤسسي، فعلى المستوى الوطني، يمكن للتحولات الرقمية أن تسرّع أهداف التحوّل الوطنية، من خلال تقديم نماذج أعمال جديدة تقوم بتحويل الصناعات، وتوفر القدرة للشركات الصغيرة والمتوسطة للوصول إلى أسواق أكبر، وتشجع الشركات الناشئة على الابتكار من خلال الحلول الرقمية، ويؤدي كل ذلك إلى نمو اقتصادي، وخلق فرص عمل، وتحسين ظروف الحياة».
وأضاف إن «دراسة أعدها الاتحاد الدولي للاتصالات بعنوان: «الأثر الاجتماعي الاقتصادي للتحول الرقمي على الاقتصاد» ذكرت أن زيادة بنسبة 1 % في النضج الرقمي تؤدي إلى زيادة 0.13 % في الناتج المحلي الإجمالي للفرد، وعلاوة على ذلك، للتحول الرقمي تأثير كبير على سوق العمل، إذ تشير دراسة أجرتها «استراتيجي &» و»لينكد إن» حول تأثير التحول الرقمي في سوق العمل بدول مجلس التعاون الخليجي إلى أن التحول الرقمي يمكن أن يخلق نحو 3.1 مليون فرصة عمل بحلول عام 2025 في دول المجلس».
وأوضح بحصلي أن للتحولات الرقمية تأثير واسع النطاق على مستوى الشركات، وأظهرت دراسة أجرتها شركة «إستراتيجي &» و»سيمنس» أن التحول الرقمي يمكن أن يحقق الكثير من التأثير، مثل اعتماد تقنية معينة، مثل السحابة أو الذكاء الاصطناعي، وتحقيق كفاءة العمليات، وصولا إلى تطوير نموذج أعمال قائم، لوضع تصور جديد للقطاع، وإحداث تغيير جذري فيه».
إنتاجية الروبوتات
حول تقرير بلومبرج عن عدم وجود إحصائيات تؤكد أن الروبوتات ساعدت على زيادة الانتاج، قال بحصلي إن «هذا الأمر نسميه تناقض الإنتاجية. وبحسب الخطط، يجب أن تقدم التكنولوجيا مكاسب على صعيد الكفاءة عبر عدة أبعاد بما في ذلك السرعة، والقضاء على الاحتكاك، وتحقيق جودة أعلى، واتخاذ قرارات أفضل وغير ذلك، ومع ذلك، يُظهر التاريخ أنه خلال المراحل المختلفة للتطور التكنولوجي الهام، لم تشهد المرحلة الأولية تحقيق ما وعدت به من مكاسب في الإنتاجية، إلا أن المكاسب ستبدأ بعد فترة معينة من الزمن وذلك وفق دراسة الأمم المتحدة حول تأثير الثورة التكنولوجية على أسواق العمل وتوزيع الدخل، وهذا ما نشهده اليوم مع الثورة الصناعية الرابعة، ما زلنا في المراحل الأولى لفهم بعض التقنيات المتوفرة وتحديد حالات استخدامها، مثل الذكاء الاصطناعي أو البلوك تشين. وهناك العديد من الشركات القادرة حاليًا على الاستفادة من تحولها الرقمي، فعلى سبيل المثال، قدمت شركة مازيراتي المفهوم الرقمي المزدوج لتصميم سيارة جيبلي، مما ساهم في خفض وقت طرح السيارة في السوق من 30 شهرًا إلى 16 شهرًا، وأتاح للشركة إنتاج سيارات أكثر بثلاث مرات، وكذلك شركة سيسكو، التي أطلقت تحوّلًا رقميًا للقوى العاملة وتمكنت من زيادة إنتاجية موظفيها بنسبة 16 % من خلال تخصيص مساحة العمل، كما استطاعت توفير 277 مليون دولار أميركي سنويًا من خلال تعاون أمثل وعمل أفضل من قسم الحلول المنزلية».
معوقات التحول
قال بحصلي إن «هناك بعض التحديات التي تحتاج إلى معالجة، ومنها تحويل التحول الرقمي من عقلية استهلاكية إلى إنتاجية، وتشير الإحصاءات إلى أن متوسط استهلاك وسائل الإعلام الاجتماعية في السعودية والإمارات 5 ساعات للشخص يوميا، لذلك هناك حاجة لتوعية الشباب باستثمار وقتهم في إنتاج محتوى رقمي عالي الجودة، وحلول يمكن أن تحل مشاكل محلية وإقليمية، ومن التحديات عدم وضوح أو عدم تطبيق بعض السياسات واللوائح، مثل خصوصية البيانات أو القدرة على استخدام السحب العامة، ويتوجب على العالم العربي أيضا إنشاء أنظمة للابتكار تربط بين مختلف أصحاب المصلحة، بما في ذلك رواد الأعمال، والأوساط الأكاديمية، وحاضنات الأعمال، ووكالات التمويل، وأخيرا، يجب أن تكون هناك بيئة جذابة لتشجيع الشركات متعددة الجنسيات على الاستثمار، وتطوير قدرات مختلفة».
5
ساعات معدل تواجد للشخص على وسائل الاعلام الاجتماعية في السعودية والإمارات في اليوم
3.1
مليون فرصة عمل يوفرها التحول الرقمي في الخليج عام 2025
1 %
زيادة في النضج الرقمي تؤدي لزيادة مقدارها 0.13 %، في الإنتاج المحلي للفرد