على مدى تشكيل لجان الحكام التي تعاقبت خلال السنوات الماضية، لم تقنعنا لجنة واحدة بشفافية عملها كما فعلت لجنة عمر المهنا الحالية، عندما وجدت أن أسلوب المكاشفة المعلن هو أقصر الطرق للارتقاء بالتحكيم.

تابعت تلك المناقشات والحوارات والمداخلات، التي اعتمدت على توضيح الأخطاء للحكام، بل ولكل حكم من حكام المباريات، ووصلت في النهاية إلى قناعة شخصية أن اللجنة ستجني قريباً نتائج مثمرة من هذا الاجتماع.تأكدت من هذا الاجتماع العاصف أن اللجنة ورئيسها الحكم الخبير عمر المهنا لا يجاملان أحداً من الحكام، والدليل أنها واجهت كل حكم بأخطائه، بل إن رئيس اللجنة لم ينسق إلى آراء خبراء التحكيم في القنوات الفضائية، واختلف معهم في بعض الحالات، ومنها هدف النصر الأول في مرمى التعاون في الجولة الأخيرة.

كنا في السابق نسمع فقط عن أن لجنة الحكام أوقفت أحد حكامها، وأن القرار الذي اتخذته كان سرياً، أو أنها وجهت له إنذاراً، وكل هذه الإجراءات التي كانت تتخذها اللجان السابقة لم تكن مقنعة، ولم تكن مجدية، وفاقدة للمصداقية.

ولذلك جاءت لجنة عمر المهنا لتغير تلك القاعدة، وتقرر العمل في النهار، وأولى خطواتها التي تصب في هذا الاتجاه، الاندماج مع الوسط الرياضي، وكسر باب العزلة، هو الإعلان عن أسماء حكام كل جولة دون تردد أو شعور بالخوف من ذلك كما كان يحدث مع لجان سابقة.

ولا شك أن هذه الخطوات التي بدأت اللجنة تطبيقها تحتاج إلى الاستمرارية، والعمل وفق روح الفريق الواحد، فنجاح رئيس اللجنة لا بد أن يمر بحكام المباريات، وأن الهدف من هذه اللقاءات ليس التشهير بهؤلاء الحكام، وإنما للتأكيد على أن اللجنة هي بيت الحكام والحريصة على نجاحهم.

وعلى غرار ذلك، أتمنى أن يتعامل اتحاد الكرة ولجانه المختلفة بنفس القدر من الشفافية والإقناع التي طبقتها لجنة الحكام، ولتكن البداية من داخل اتحاد الكرة من خلال توجيه خطاب "لفت نظر" لأي رئيس ناد، أو مدرب نظير تجاوزاته، ونشر ذلك بالصحف المحلية، وعرضه بالقنوات الفضائية. لو تعاملنا مع الأخطاء والتجاوزات المتكررة في ملاعبنا بهذه الطريقة، فإن ذلك في ظني سيحدّ كثيراً من هذا الانفلات الذي لا ينتهي، أما إذا بقي الوضع كما هو عليه حالياً واكتفينا فقط بما تقرره اللجان بالغرامات المالية، فذلك لن يقضي على المشكلة.

أحلم أن..

ـ يخرج رؤساء بعض الأندية ليقولوا عكس ما نتوقعه منهم، ليطبقوا تلك المقولة "الحقيقة وإن أغضبت".

ـ يتخلى بعض رؤساء الأندية الكبيرة من أسلوب الإسقاط على بعضهم، فليس أفضل من أن تكون صريحاً ومباشراً؟

ـ نترك المكابرة ونعترف بقصورنا ـ مؤسسة رياضية وإعلاماً ـ في تثقيف الجيل، وخلق أجواء رياضية تنافسية نظيفة.

ـ نمنح نجوم الألعاب الأخرى وأبطالها وإدارييها جزءاً من المساحة التي تستأثر بها كرة القدم ونجومها ومدربوها وإداريوها، وأن أسمع يوماً سؤالاً لرئيس ناد عبر برنامج رياضي عن فريق اليد أو الطائرة أو السلة أو ألعاب القوى.

ـ يكون ضيوف البرامج الرياضية من أصحاب المؤهلات ذات التخصصات المتعددة في الرياضة، كخبير اقتصادي، وخبير استثمار، وأستاذ في علم النفس ـ الدكتور صلاح السقا مثلاً ـ، ومدرب في إطلاق القدرات، بدلاً من هذا الجيش الذي يتحدث دون علم.

وقت إضافي

التجديد مع المدافع الغائب بقرار إداري، وليد عبدربه وإعادته إلى الفريق، أفضل للأهلي من الرضوخ لمطالب المدافع الآخر جفين البيشي المبالغ فيها، والتي تبدو أكبر من إمكانات اللاعب الفنية.

ما يحدث في نادي الاتحاد لا يخدم هذا النادي العريق، فليس من مصلحة هذا النادي الثمانيني أن تصل أوضاعه وخلافاته إلى هذا المنعطف الخطير، ومتى يدع الذين لا شأن لهم بالنادي، شأن النادي لإدارة النادي، فهي المسؤولة عنه في هذا الموسم.