على عَجَل، كنت أرصد منجزات ساعات عمل يوم واحد من تحركات سيدي ولي العهد على المستوى الخليجي والخارجي، وقادني الموضوع إلى تسجيل العمق الوطني والإبداع الذي يختزله -وفقه الله- في صناعة وإدارة الوقت، عبر دبلوماسية غير معهودة في شخصيات قيادية على مستوى الإدارة والمهتمين بها.

وخرجت بعد تتبع لمحات هذه الشخصية الفذة، ولأضرب مثلا في تحركه وعقده الإيجاز العام لتحرك العمليات العسكرية لقوات التحالف في منطقة المسؤولية، ونوعية العمليات المخطط تنفيذها، ووقوفه -حفظه الله- على آخر محطات الإنجاز.

والذي يتابع رؤية سمو الأمير محمد بن سلمان في مسألة اليمن، يدرك أن سياسة النَفَس الطويل والحنكة السياسية لدى سموه، والتي أعلنها في عدة لقاءات عبر الفضائيات، هي أنه كان وسيظل مهمة التحالف والشرعية في اليمن، أنها تركز على دعم الشرعية واستعادتها، مهما طال الوقت، وطرد الحوثي وتخليص أشقائنا في اليمن من تجاوزاتهم واعتدائهم على الشعب اليمني، والقضاء على تسلط الحوثي على مقدرات اليمن، واطمأن سموه على كفاءة القدرات العسكرية التي تحرس حدودنا، وجلس إلى القياديين في موقع العمليات، لتوجيههم والاستماع إلى شرح مفصل عن تحرك هذه القطاعات في منطقة المسؤولية، كما تُسمى.

وعبر رحلته المكوكية أعمل سموه -وفقه الله- جانب الدبلوماسية الأخوية التي ربطها بالعمق التاريخي للعلاقات بين البلدين المملكة والكويت، في زيارة أثمرت عن بحث كثير من الموضوعات مع سمو أمير دولة الكويت الشقيقة سمو الشيخ الوالد صباح الجابر الصباح، ولقائه أصحاب السمو الشيوخ والوزراء في ليلة يحلو للمراقب أن يسميها الكويتيون ليلة اللقاء التاريخي بين فارسي الدبلوماسية في عالم السياسة، فأمير الكويت عميد الدبلوماسية لأكثر من 30 عاما، وسمو الأمير عميد الإنجاز وتحقيق الرؤية وصانعها، وابن الملك سلمان رجل الحكمة والإرادة، وهو من يقود -وفقه الله- صناعة التحالف في عالم اليوم، فأنجز التحالف العربي، والتحالف الإسلامي العسكري، والإسهام في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب.

لقد أعطى سموه جانبا من وقته خلال مكوكية 24 ساعة، أن يشارك أخاه أمير الكويت الشقيقة بزيارة تعدّ تاريخيه لسموه بعد توليه ولاية العهد في المملكة، ليعبّر سموه عما يكنّه لأشقائه في الكويت، كما أعلنها سموه دوما للأشقاء في الوطن العربي كافة، أن الدبلوماسية السعودية بإدارة الملك سلمان، وعضده سمو الأمير محمد بن سلمان، تتجه إلى إقرار الأمن والسلم الدوليّين في ربوع العالم، فكيف بالعلاقة الحميمة مع أشقائنا في كل مكان، ومن هنا تستمر دبلوماسية سيدي ولي العهد الذي لا يهدأ في صناعة السلام مع الأصدقاء والأشقاء، وهذا ما كونته تلك الأيام في عقلية ولي العهد -وفقه الله- الذي يرأس المجالس المحلية والمجالس الأمنية والعسكرية، ويقدم رؤيته لسيدي خادم الحرمين الشريفين، إذ يشارك معه في صناعة دولة العصر التي برهنت لنا عقليته انتصارها وشهود نهضة اقتصادية جادة، برزت في التحول الوطني وموازنة الدولة ومخرجاتها حتى اللحظة، والاستمرار في تنفيذ الخطط التي أعلنت عنها الدولة على مدى السنوات الماضية، لنحقق -ولله الحمد- هذه القفزات المتتابعة في عمر قصير، يرى الاقتصاديون وكُتّاب الرأي أن تحقيقه يستغرق في عمر الدول سنوات، كل هذا نتج -ولله الفضل والكرم- نتيجة دبلوماسية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وفقه الله وأعانه.