منذ منتصف السبعينات الهجرية، كان الصراع على أشده بين قطبي الغربية «الاتحاد والوحدة»، وتقاسما البطولات في ذلك الحين حتى مطلع الثمانينات الهجرية، إذ دخلت أندية الوسطى والشرقية لتنازع فرق الغربية التنافس، غير أن الأهلي الفريق الشاب في ذلك الحين خرج بقامة البطل، وحصد كثيرا من الإنجازات بعد أن اجتمعت الفرق السعودية في ساحة واحدة، ليحقق المعادلة الصعبة التي يحتفظ بها حتى الآن، بنيله أكثر كؤوس المليك، حتى بات الفريق وكأس الملك صنوان لا يفترقان، وتحولت المعادلة التي كانت تجمع الوحدة والاتحاد إلى ملعب آخر، إذ احتدم التنافس بين قطبي جدة ردحا من الزمن، والغلبة في كثير من الأحيان تنتهي للقلعة الخضراء، وبات الأهلي شيخا على أندية الغربية، وتوارى الوحدة عن المشهد بشكل مؤلم، وعاد إلى أندية الدرجة الأولى بسبب الصراعات داخل أروقته.

وفي خضم الطموحات والآمال، عاد الفارس الأحمر في ثوب مختلف، وأصبح يقارع الكبار، بعد تنظيم دقيق من رئيس الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ، الذي منح جميع الأندية ما تحتاج في سبيل أن تسير في مرافئ التنافس، وقدم أبناء مكة مع مطلع العام الهجري الجديد عطاءً وارفا في أول ظهور، وعاد من الباب الكبير، وتجددت الذكريات الجميلة في كامل حللها بين العميد والفرسان، في تنافس محموم انتهى بالتعادل الإيجابي ليتجدد شريط البدايات، ولكن هذه المرة وضح أن الاتحاد يحتاج إلى عمل مضاعف ليستعيد توازنه، في حين أن الوحدة بدا أكثر حيوية ورغبة في المنافسة على القمة.

أما الضلع الثالث في المنطقة «الأهلي»، فما زال متماسكا ويعطي في كل الأحوال، في مسار الدوري المحلي والصراع العربي، إذ تأهل مع الهلال والنصر إلى محطة الـ16 عربيا، واقترب من قمة دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، ويقيني لو عاد الاتحاد في ثوبه المعتاد إلى جانب الوحدة والثلاثي «الأهلي، والهلال، والنصر» لكان سقف المنافسة مغايرا، والآمال كبيرة بعودة العميد، بعد أن جُلب له مدرب كفء، علاوة على عناصر مؤهلة، وربما أن صراع القمة سيكون في أعلى مؤشراته خلال الجولات المقبلة بعد تعافي الكبار، وأتمنى ألا يكون للخروج الاتحادي من الصراع العربي تأثير على مشواره المقبل، خاصة أن العميد والزعيم على عتبة منافسة جديدة، تتمثل في السوبر السعودي المصري.