أبارك لهذه البلاد وللأمة الإسلامية اكتمال قطار الحرمين السريع الذي يختصر المسافة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويوفر جهدا ووقتا وسرعة انتقال من المطارات السعودية إلى الحرمين في مكة أو المدينة وتمنيات خادم الحرمين الشريفين، وفقه الله، للعاملين في خدمة ضيوف الرحمن، وأن ينصر المسلمين ويجمع كلمتهم، وهذا -ولله الحمد- ما حدث في خدمة قاصدي الحج أو العمرة والزيارة -بإذن الله- توسعة في الحرمين سهولة تُنَّقل بين المشاعر المقدسة، وهذا ما سعت إليه بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية بقيادتها المباركة.

إن جمال قطار الحرمين السريع يكُمل -بإذن الله- ارتباط شبكة تسعى إليها وزارة النقل من إيجاد شبكة تربط مناطق المملكة المترامية الأطراف، فقبل سنوات دُشن قطار الشمال معادن إلى المنطقة الشرقية، وبعدها قطار الرياض الشمال إلى الجوف، كلها مراحل قد اكتملت -ولله المنة والفضل- والبقية في الطريق، ولقد قمت بزيارة إلى موقع «سار» بالرياض وشاهدت الخطة المستقبلية لشبكة طرق عملاقه تخترق صحاري المملكة، لقد شاهدت مخططا للجسر البري الذي يخترق صحراء منطقة الرياض المجمعة إلى جدة وما يسمى الجسر البري قطار البضائع عبر مسارات جديدة سوف توفر الجهد والوقت وخروج الشاحنات من السوق وفق تصريح وزير النقل السابق الذي قدره بأكثر من 2000 شاحنة عند اكتمال هذه الخطوط الحديدية، بإذن الله، وما ينتظره المواطن أيضا هو أن يُعلن عن قيام ما يتطلع إليه البعض من اكتمال خط الحديد السّريع الذي يخترق وسط السعودية ما بين المدينة المنورة وربطها بالرياض عن طريق منطقة القصيم، الذي قاله أمير القصيم ذات يوم، حيث قال لو ربطت القصيم بالمدينة لأصبح المواطن ينتقل من جدة - المدينة - الرياض بشبكة خط تسهم في سرعة التنقل والحركة.

إن المملكة أصبحت اليوم مضرب مثل الإنجاز العالي في التصاميم، فقد جاء مشروع خط الحرمين السريع أطول منظومة طرق سريعة في الشرق الأوسط، كما قال المختصون في مجال النقل وفق أحدث الطرز لقطارات بهذا النوع من التصميم والسرعة وازدواج الطريق بما معنى أنه نفذ بـ850 كيلومترا باتجاهين وبـ35 قاطرة، وهو ما أبهر كل من اطلع على هذا الإنجاز الفريد، وهذا ما يجعلنا نتفاءل أن العطاء مستمر والتخطيط لمنظومة السكك الحديدة آخذة بازدياد، ومستقبل هذه البلاد قد اتجهت بوصلته نحو تحقيق مخرجات الرؤية المقبلة التي أعلنها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إذ أعلن عن استثمار يعود بفائدته على الوطن، ومنها شبكة الطرق، وفتح السياحة والاستثمار بمدن متنوعة، وسوق عالمية جاذبة تفتح للعالم كله المجال للاستفادة من ثروات الوطن، ونجاح شبكة الطرق أحد العوامل التي تسهم بالتأكيد في مزيد من التنمية وتشارك مع الآخرين في مجال الاستثمار والتنمية.

ولعل المتابع في رؤية المملكة يلمس أن الاعتمادات المالية المخصصة للنقل تشكل نسبة عالية في الرؤية المقبلة للمملكة، وأن ما ينتظر المواطن رفاهية عالية في مجالات عديدة، في مقدمتها شبكة الطرق المتنوعة شمالا وجنوبا عبر الجبال والصحراء، ونحن في كل يوم نسمع عن مشاريع هنا وهناك، فقد أعلن في المدينة المنورة وبعد وصول الملك إلى المدينة بالقطار دشنت العديد من المشاريع التنموية، كالمياه والطرق والمستشفيات ومركز الملك سلمان الدولي للمؤتمرات بالمدينة المنورة، ويتزامن هذا العطاء مع إعلان صندوق الاستثمارات العامة عن إطلاق (أمالا) لتكون الوجهة الرائدة لسياحة النقاهة عالميا، إنها مشاريع نماء وعطاء في منظومة تحريك عجلة التنويع الاقتصادي، وخلق فرص استثمارية للقطاع الخاص المحلي والأجنبي، والحفاظ على الموروث الثقافي والبيئي والاستدامة وفق رؤية المملكة 2030، بإذن الله.